Saturday 29th July,200612357العددالسبت 4 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"زمان الجزيرة"

الاثنين 13 ذو القعدة 1392هـ الموافق 18 ديسمبر 1972م العدد (479) الاثنين 13 ذو القعدة 1392هـ الموافق 18 ديسمبر 1972م العدد (479)
كلمة إلى الشباب

قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} وقال فيلسوف الإغريق: (ابدأ بمعرفة نفسك).
إن معرفة النفس تعتبر الخطوة الأولى نحو الحياة السعيدة الهانئة الآمنة المطمئنة.. ومن الملاحظ أننا في عصر معقد تشابكت فيه الأهداف والمصالح والغايات.. وأن حركة الحياة قد زادت إمكانات العصر ومخترعاته من سرعتها وحملت الناس أعباء جديدة تنوء أكتافهم وتثقل عليهم كثيراً وإن كانت الحياة العصرية التي نعيشها بمساعدة تقدم العلوم ونبوغ العقل الإنساني قد ذللت الكثير من صعاب الحياة ومشاقها فهوّنت علينا الكثير في بعض نواحي أمورنا، مثل إعطائنا المقدرة في الحصول على الدفء أيام البرد الشديد القارس، وأعطتنا الطراوة في أيام الحر الشديد ووفرت لنا تنوع المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك غير أنها -أي الحياة - من ناحية أخرى قد أثقلت على الأفراد فزادت من حاجاتهم ومطالبهم وزادت من حبهم الشديد لتملك حاجات جديدة ومطالب متغيرة يوماً بعد يوم.. وكلّما نزداد عصرية تزداد حياتنا تعقيداً أو تشابكاً وهذا قد يجعل الإنسان في شغل شاغل عن نفسه.
والاهتمام هنا - اهتمام الفرد بنفسه لا يقصد به أن يكون أنانياً يحب ذاته حباً مفرطاً ويدللها ويجيب رغباته المتزايدة ويترك الغير. ولا يلتفت إلى الآخرين أو يتعايش مع أماني ورغبات المجتمع الذي يعيش فيه ولكننا نود من الفرد العاقل أن يهتم بدراسة نفسه وألا يغفلها وأن يضعها أمام محك الدراسة الموضوعية المستمرة والفحص التحليلي الدقيق.. وقد يبالغ الإنسان في دراسة نفسه حتى تصبح هذه العادة مرضاً يجب تجنبه وقد يهمل الإنسان نفسه إهمالاً كلياً شديداً مما ينتج عنه مرض أيضاً لابد للإنسان من معالجته وتداركه قبل الاستفحال وخير الأمور أوسطها فلابد للإنسان أن يدرس نفسه دون مبالغة في ذلك ولابد له من أن يتأمل نفسه تأملاً ذاتياً صافياً.. لابد أن تعرف من أنت؟ وإلى أي مدى تختلف عن غيرك؟ وما مدى قدراتك الذهنية وطاقاتك العملية؟ وما هي عيوبك ومزاياك؟
إنه من المفيد حقاً للمرء أن يتأمل نفسه وأن يحاول أن يفهمها بصورة أفضل، وبشكل أدق، وأن يعرف لماذا تفكر وتتصرف وتشعر على النحو الذي يراه؟ لابد أن تتفهم نفسك على حقيقتها ففهمك لنفسك سوف يساعدك كثيراً على أن تحل مشكلاتك بهدوء ونجاح وبصورة أفضل، وفهمك لنفسك سوف يساعدك على أن تعاشر أهلك في المنزل بشكل أحسن ويجعلك تفهم أحسن الوسائل للتخاطب مع والديك واخوانك، وأن يجعلك طالباً ناجحاً في علاقاتك في مدرستك ويجعلك في وضع ممتاز تستطيع من خلاله أن تخطط لمستقبلك تخطيطاً حكيماً وتتعلم بذلك كيف تدير شؤون حياتك وكيف تصرف أمور حياتك بصورة مرضية وناجحة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved