Saturday 29th July,200612357العددالسبت 4 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"زمان الجزيرة"

الاثنين 13 من ذي القعدة 1392هـ الموافق 18 من ديسمبر 1972م - العدد (479) الاثنين 13 من ذي القعدة 1392هـ الموافق 18 من ديسمبر 1972م - العدد (479)
نحو الإصلاح
جاء موسم الأمطار
يكتبه: عبد العزيز السويلم

تحدَّثت في المقالين المنشورين في العددين السابقين من هذه الجريدة عن بعض الجوانب والنتائج التي يسفر عنها هطول الأمطار في مدينة الرياض.. وفي حديثي اليوم سأتناول موضوع حركة الناس، ولا سيما أصحاب السيارات.. وعدم ملاحظتهم لإخوانهم المشاة من المواطنين.
فأقول: الأمطار حينما تنزل بغزارة تتحول الشوارع؛ الرئيس منها والفرعي، تتحول إلى مجارٍ.. وإلى وديان تجذب الأنظار.. فيخرج الناس من منازلهم ليشاهدوا السيول وهي تجري، وبعضهم يدفعهم الفضول إلى قطع الشوارع جيئة وذهاباً على أقدامهم.. لا من أجل قضاء حوائج خاصة، وإنما من أجل أن يعرف كيف كانت نتائج الأمطار، وما هي الحارة أو الشارع الذي كانت السيول تجري فيه بغزارة.. ولا يتورَّع أحدهم في التجوال بقصد معرفة الأضرار التي تلحقها الأمطار بالمواطنين.. لتكون مادة دسمة وأخباراً جديدة حية يتناقلونها فيما بينهم.. في مجالسهم واجتماعاتهم، عند اجتماعهم في المنزل وعلى مقربة من فناجيل الشاي والقهوة يتسلَّوْن بهذا الحديث فيما بينهم.
وفي هذا الوقت نشاهد معظم الناس من الصنف المذكور، لكن إمكانيتهم المادية تساعدهم على امتلاك سيارات يقطعون بها الشوارع.. عرضاً وطولاً.. للغاية ذاتها.. فهؤلاء تجدهم عندما يقتربون من المياه المتجمعة بالشوارع ويشاهدون بقربها - أي المياه المتجمعة - شخصاً أو أشخاصاً يعبرون الطريق على أقدامهم راجلين، نلاحظ أن أصحاب السيارات بدلاً من مساعدة إخوانهم في حملهم على ظهر سياراتهم لقطع الشارع ولحمايتهم من الوحل والأمطار نلاحظ أن أولئك يسرعون عند الاقتراب من المشاة بقصد تحريك المياه المتجمعة بالشوارع والممتزجة بالطين والأوحال بطبيعة الحال.. ولا يتورع البعض منهم عن تلويث ثياب المشاة من الناس أو حتى شمول وجوههم من المياه المتطايرة بفعل سرعتهم الجنونية أثناء السير.
فقليلاً من الحياء.. يا ناس.. يجب أن نحمد الله على نعمه وفضله، وأن نشكره على ما أمدنا به من صحة وعافية ومال وفير بواسطته تمكنا من امتطاء السيارات.. ويجب ألاَّ نستغل ما أوتينا من مال في سبيل خلق المتاعب والأذى للناس.. يجب أن يسود بيننا التعاون والألفة والمحبة، وأن نكون عوناً لبعضنا البعض.. فالمجتمع المسلم هو المجتمع الذي تسود فيه المحبة والإخاء والتعاطف..
فأنت أخي المواطن مسؤول أيضاً عن تصرفاتك مع الغير ومع نفسك إذا كان هذا التصرف مصدر قلق وإزعاج للآخرين.. ينبغي أن نلاحظ إخواننا، وأن نعينهم على مواصلة سيرهم في تؤدة وراحة بال، وأن نوفر لهم الراحة والاطمئنان، لا أن نكون عامل هدم ومصدر أذى لعباد الله.. وتصور أخي المواطن أنك كنت الماشي على قدميك وجاءك صاحب سيارة مسرعة وأدت سرعته إلى تطاير المياه الراكدة في الشوارع على وجهك وعلى ثيابك.. ماذا سيكون شعورك.. من دون شك ستلعن وتشتم.. وتحاول أن تمد يدك لتضارب لو أتيحت لك الفرصة.. إذنْ يجب أن نقيِّم الأمور ونقدرها حق قدرها ونعمل ما أمكننا ذلك على تلافي الأذى بعباد الله.. والله الموفق.
* السطر الأخير
الراكب ما يرى الماشي...

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved