الشيء الجميل في بطولة مجلس التعاون لفئة الناشئين لكرة القدم التي أُقيمت في أبها أنها جاءت ونحن للتو جئنا من ألمانيا مثقلين بهموم الظهور غير المتوقع ومشغولين بغدٍ أكثر حضوراً وإيجابية ونعيش على مدار اليوم وعبر أكثر من قناة إعلامية جملة من الأطروحات والرؤى التشخيصية لحالة كرتنا السعودية وما تعانيه وما يجب اتخاذه لإصلاح حالها.
الكل (يهندس) والكل (يرسم) المستقبل فجاءت مشاركة هؤلاء الصغار الذين يمثِّلون المرحلة الأولى من مراحل تكوين وبناء منظومة كرتنا المستقبلية فكراً وأداءً لتختصر المسافات وتوفر جزءاً من الوقت حينما وضعتنا أمام الصورة الحقيقية لواقع اللاعب السعودي خصوصاً فيما يتعلق بالجوانب الفنية الأدائية.
ومن هنا فقد أثبتت المشاركة بغض النظر عن الكسب أو الخسارة أن الأخطاء التي نعاني ويعاني منها لاعبو المنتخب الأول هي نفسها الأخطاء التي شاهدناها من صغارنا الناشئين مما يؤكد أهمية الإعداد والإصلاح المبكر للفئات السنية الصغيرة خصوصاً من قِبل الأندية باعتبار أن مدرب المنتخب الأول غير مطالب بتعليم أبجديات المهارة أضف إلى ذلك اختيارية الكفاءة التدريبية القادرة على الإفادة والتعامل مع هذه الفئة العمرية وكذلك اختيار العنصر القادر على استيعاب متطلبات الكرة الحديثة.
على العموم (هاكم) أبرز ما خرجنا به من ملحوظات لمشاركة صغارنا في البطولة وبإمكانكم مقارنتها بما يحدث في المنتخب الأول لتدركوا أنها إشكالية مزمنة نشأت مع اللاعب واستمرت معه.
- بطء التحضير وكثرة التمرير العرضي.
- ضعف تنفيذ أساليب الهجوم المعاكس أو ما يُسمى بالهجمة المرتدة لعدم توفر مقومات تنفيذها التي تأتي السرعة.. سرعة الأداء أهمها.
- عدم استيعاب وأهمية التحرك بدون كرة.
- غالباً ما تضيع الفرص بسبب سوء التموضع أو التمركز وهو المحصلة الطبيعية لمهارة التوقع.
- افتقاد جرأة اتخاذ قرار التصويب من خارج الصندوق.
- تواضع مهارة التحضين وبالتالي سهولة فقدان الكرة.
- وإذا ما أردنا تغيير الواقع الأدائي والفكري للاعبنا وبالتالي كرتنا فما علينا سوى أن نبدأ من هؤلاء الصغار باعتبارهم البذرة الأولى، وإلا كان الله في عوننا على تحمُّل أخطاء كبارهم.
|