سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة -حفظه الله ورعاه-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
تعليقاً على ما نُشر في صفحة عزيزتي الجزيرة في العدد رقم 12324 الصادر يوم الاثنين الموافق 30- 5-1427هـ تحت عنوان: (ولماذا لم يتم القطع؟) حيث استغرب كاتب المقال لماذا لم تُقطع يد السارق الوافد؟ الذي سرق مصوغات ذهبية ثم لاذ بعدها بالفرار وتم القبض عليه من قِبل رجال الأمن وحُكم عليه حكماً صادقت عليه محكمة التمييز بالسجن ست سنوات وجلده ثمانمائة جلدة.
وتضمن مقال الأخ الكريم بعض الآيات القرآنية التي تأمر بقطع يد السارق، الشيء الذي أريد التعليق عليه حيال هذا الموضوع وبغض النظر عن الحكم الصادر بحق هذا السارق وهل صاحب المقال أهل لهذا الاجتهاد أم لا؟
هل الكاتب يعرف أبعاد وخفايا وملابسات هذه القضية بجميع تفاصيلها حتى يقوم بإثارة الاستفهامات ويجتهد بعد ذلك مطالباً بقطع يد هذا السارق؟
فمجرد قراءة الخبر غير المكتمل لا يكفي للحكم عليه سلباً كان أو إيجاباً، فما بالك بالأحكام الشرعية التي تقع بها (حدود).
كما كنت أتمنى من كاتب المقال أن يعرف أن الاجتهاد في الرأي يكون في أشياء أخرى غير الأحكام الشرعية التي لا يعرف ملابساتها وخفاياها (سوى أنه خبر نُشر عبر الصحافة لتوضيح الحكم الصادر). هذا ما وددت توضيحه لأنها كثرت في الآونة الأخيرة الكتابات التي تدعو إلى القطع من يد هذا، أو القصاص من ذاك.
حيث أخذ كل واحدٍ من هؤلاء الكتّاب يدلو بدلوه ويبدي رأيه، وهم في حقيقة الأمر ليسوا أهلاً لذلك أو بمعنى أصح ليسوا من أهل العلم الشرعي. آمل أن يكون هنالك توضيح لهذه المسألة من قِبل أهل العلم الشرعي وما هو رأيهم في مثل هذه الكتابات وما فيها من استفهامات؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشعل ناصر الفهيد/ الزلفي |