لقد كان العدد (12340) يحتوي مقالاً للأخ محمد ناصر الأسمري جعلني أكتب هذ الرد حيث كان في أوله حملاً على المناهج في عدم نشرها للوعي السياسي، ولعل الأخ يعلم أن هناك كلية للعلوم السياسية أم أنه يريد نفخ المناهج أكثر فأكثر فهذا يطالب بمادة عن الإرهاب وآخر يطالب بمادة الأمن والمرور وثالث عن الحوار وهكذا.
والمشكلة أن المناهج أصبحت حِمى مستباحاً ينتقدها المتخصص وغير المتخصص حتى إن أخانا الكريم حمَّلها مسؤولية العنف الذي حصل في البلاد، والمسؤولون يؤكدون أكثر من مرة على سلامتها وتبرئتها من هذه التهم التي مللنا حتى من سماعها، لكن كاتبنا العزيز كفانا مؤنة الرد على هذا الكلام حينما ناقض نفسه وقال إن التعليم والتعلُّم قد ارتقيا.
أما في ثنايا وأثناء المقال يُطالب أن يحترم د. حميدان التركي - فكّ الله أسره - ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه (الولايات المتحدة) ثم ينكفئ على هذه الفكرة ويطلب منا ألا نجبر من يأتي إلينا بالخضوع لثقافتنا (والصحيح ديننا)! وأقول ما هذا الخنوع؟
ثم يعتبر لفظة (الوطء) لفظة بغيضة مع ورودها في بعض الأحاديث والآثار وورودها عن الصحابة والتابعين - رضوان الله عليهم - وورودها عن العرب ثم يا أخي هذه ثقافة مجتمع لماذا لا تدعو إلى احترامها؟!
ولعل الأخ لم يتابع قضية حميدان، فالتهمة الرئيسة لا تتعلَّق بغطاء الوجه للخادمة (مع أن هذه المسألة شرعية يفتي فيها العلماء الشرعيون)، بل هي في التعامل معها على أساس أنها فرد من أفراد العائلة، وهذا ما ذكرته الخادمة في البداية وعادت ونفته فيما بعد وتناقضت أقوالها فقالت إنها تُعامل معاملة قاسية!.
القضاء الأمريكي الذي تعتبره نزيهاً هو الذي (مرمط) المهندس سامي الحصين كما ذكرت أنت ورددت على نفسك من حيث لا تشعر، بل إن المنظمات الحقوقية الغربية تُدين القضاء الأمريكي المنحاز.
ثم كان في نهاية المقال يُعتبر أسرى غوانتنامو (الذين نُحر منهم سعوديان) ليسوا أسرى حرب، مع أن جميع المنظمات الإنسانية قالت إنهم أسرى حرب تنطبق عليهم معاهدة (جنيف).. هذا إن كانوا فعلاً مقاتلين فما بالك إذا كانوا عمال إغاثة؟.
عبد الله بن عبد العزيز الحميدة ص.ب 3155- بريدة |