Saturday 29th July,200612357العددالسبت 4 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

همسة في أذن مدير متناقض..!! همسة في أذن مدير متناقض..!!
عبدالرحمن علي حمياني / المخواة

الكلمة الطيبة مطلوبة، والمجاملة الحسنة تريح النفس، والمؤذي حقاً هي المجاملة المضرة، التي تهدر الجهد والوقت معاً، فقد يراجع أحد الناس بعض المديرين لغرض ما، وبعد مداولات وأخذ ورد، وكأن السماء أصبحت بين يديك، ولبن العصفور في جيبك، وقد جهزت منزلك فرحاً بالرقي الإداري الذي وصلنا إليه، وقد جمعت كل الأقلام من المكتبات، لتكتب فيه إلياذة التاريخ، وتسطر في سعادته كل معاني النبل والنخوة.. وفجأة يأتي موظف صغير على البند - أعتذر للأشخاض - وينسف كل ما بناه سعادته من قصور وهمية، ويصبح ذلك المدير كالفرخ الذي ابتل بمطر الشتاء، يبحث عن جدار ليقيه زخات المطر وضرب البرد، عندها لا تستطيع أن تملك زمام مخيلتك النحسة، ولا تستطيع أن تكبح جماح نفسك الأمّارة بالسوء، ولا تستطيع أن تحجز السخرية المقيتة المنطلقة من أحشاء الشماتة على ذلك المدير المسكين حقاً، هنا تتخيل جميع التناقض والظنون السيئة الفاحشة، فسعادته في نظري ونظر كل المراجعين المهمومين لا يخلو من أمرين: إما أنه لا يفقه حتى أبسط أبجديات النظام في إدارته، والأمر الثاني أن لديه ضعفاً في الشخصية الإدارية والذاتية لدرجة أنه لا يقاوم الباطل الذي يصول به أصغر موظفيه، وكلا الأمرين أحلاهما مر وأيسرهما غصة، فقد يكون هذا المدير لا يعلم أن موظفه المتسلط على رؤوس المراجعين يقصد بعرقلة معاملاتهم أشياء أخرى أقربها حصوله على الرشوة بالطرق المتبعة لدى المرتشين أو المقايضة بالمصالح، أو أن سعادة المدير يجهل أن لديه موظفاً مضطرباً نفسياً يذيق المراجعين الأمرين، وعلى هذا فعلى أصحاب السعادة المديرين أن يتخلصوا من الآتي، أولاً: عدم إعطاء وعود وهمية للمراجعين ليظهروا أنفسهم بأنهم أصحاب سماحة ولين، وهم في الحقيقة يزفون المراجع إلى التعقيد المقنع المركب والمغطى بالوعود الزائفة، ثانياً: إذا هم فعلاً صادقين في وعودهم عالمين بنظام إداراتهم إلى درجة اليقين، وقد فرشوا طريق المواطن بالورود وأنواع الزهور، فأرى أن من حق سعادته أن ينزل أشد العقوبة على أي موظف يخالف كلامه، ليس لذاته وإنما لمصلحة العمل والمواطن معاً، وأن يقوم بتنبيه ذلك الموظف المتلاعب عدة مرات، ولا يترك له الحبل على الغارب يعبث بأعصاب المواطنين، وفي نهاية الأمر كما يقولون (إما أن يستقيم أو يستقيل) ثالثا: على سعادة المديرين أن يتخلصوا قدر الإمكان من التناقض الصارخ بينهم وبين موظفيهم، والذي بدوره يصيب المواطن بالدوار ويوقعه في حيرة، وقد تنطلق دعوة مظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ثم تنزل بالنقمة على من تسبب في إفشال وتعقيد معاملته بدون وجه حق، أخيراً فأنا لا أدعو إلى البيروقراطية المقيتة، ولا إلى التسيب المخزي، ولا إلى تسلط المديرين على موظفيهم، ولا إلى مجاملة الموظفين لرؤسائهم بالباطل، ولكن أدعو نفسي اولاً أن نتقي الله في هؤلاء المراجعين، خاصة كبار السن، وذوي الحاجات، فإن الله سبحانه وتعالى قد خصهم من فوق سبع سموات بخصائص ومميزات ليست لغيرهم في العبادات والمعاملات، رحمة منه وفضلاً، فكيف لا نستلهم هذه المعاني الربانية، ونرحم عباد الله، ونرفق بهم، فالراحمون يرحمهم الرحمن، فعسى الله أن يرحمنا في موقف لا ينفعنا فيه مال ولا بنون.. آخر الكلام (المدير الذي لا يستطيع أن يضبط موظفيه، أشك كثيراً في أن يقدم خدمة جيدة للوطن والمواطن).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved