قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}.
انطلاقاً من هذه المبادئ العقدية الراسخة فقد أرسى الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - فكراً سياسياً راسخاً لبناء هذا الوطن انطلاقاً من بناء الإنسان الذي هو أساس أي بناء أو تقدم أو تطور؛ فالإنسان هو السبيل الوحيد لانطلاق البناء ورسوخه وتطوره.
فقد حرص ولاة الأمر على أن تكون كافة جهودهم موجَّهة لبناء الإنسان، وهو الاستثمار الحقيقي من أجل بناء الوطن. فبناء الإنسان هو مبدأ راسخ في فكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - منذ توليه خادماً للحرمين الشريفين وملكاً للمملكة العربية السعودية، وقد حقَّق - أيده الله - خلال هذا العام لشعبه الكثير من الإنجازات؛ فقد أصدر - رعاه الله - قراراً بزيادة رواتب موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، وبناء عشرة آلاف مسكن للأسر المحتاجة، وتخفيض سعر الوقود، ودعم صندوق التنمية العقاري، وأصدر - رعاه الله - قرارات بافتتاح عدد من الجامعات في مختلف المناطق. ويعد اهتمامه بالتعليم الجامعي لبناء وتنمية المواطن لطبيعة هذه المرحلة التعليمية التي يتصف الطلاب فيها بقوة في الجسم ومقدرة على البحث والتنقيب والتفكير العلمي وخدمة الوطن والمشاركة بفعالية في خطط وبرامج التنمية الشاملة.
وقد قام - حفظه الله - بزيارة عدد من الدول الإسلامية والصديقة لدعم وتطوير أواصر العلاقات والصداقة والتعاون في الاستثمار بين المملكة وهذه الدول. كما قام - أيده الله - بزيارته المناطقية الداخلية لتفقد أحوال المواطنين عن قرب وافتتاح عدد من المشروعات التنموية التي تهدف إلى رخاء المواطن، على أنه يتطلب جهوداً متواصلة في كافة المجالات الحياتية التعليمية والصحية والثقافية والاقتصادية والأمنية والعمرانية.
وهكذا فإن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - وحكومتهما الرشيدة تسعى لجعل اقتصادنا يندمج في الاقتصاد العالمي قادراً على المنافسة قادراً على تحقيق رفاهية المواطن، فاتحاً أبواب الاستثمار للمواطنين غير معتمدين على مصدر واحد من الدخل الذي يشهد الانفتاح الاقتصادي الكامل في ظل نمو وتطور منظمة التجارة العالمية.
وختاماً، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الذين يعملون ويخططون لمفاجآت المستقبل؛ حتى يكون هذا المستقبل أكثر إشراقاً على أرض هذا الوطن المعطاء.
|