إسرائيل.. دولة الأكاذيب

شيئاً فشيئاً يفقد الإسرائيليون الثقة فيما تصدره حكومتهم من بيانات حول سير العمليات العسكرية الدائرة في لبنان. ووصل الأمر إلى أن قال التلفزيون الإسرائيلي إن المواطنين (أو المستوطنين بتعبير أدق!) باتوا يصدقون حسن نصر الله زعيم حزب الله أكثر من القادة الإسرائيليين. ولا شك أن فقدان ثقة الإسرائيليين بقادتهم السياسيين والعسكريين في هذا الوقت يضعف الجبهة الداخلية للعدو الإسرائيلي ويحدث إرباكاً في صفوفه.
هذه المصداقية المتآكلة بوتيرة سريعة تأتي نتيجة البيانات التي يصدرها القادة العسكريون حول ما جرى من أحداث عسكرية في بلدة بنت جبيل على وجه الخصوص، وتحدث القادة عن سيطرة الجيش الإسرائيلي على البلدة وفرار عناصر حزب الله منها، واستيلاء الجنود الإسرائيليين على ما خلفه حزب الله من عدد وعتاد.
في حين أنه لم يسيطر على البلدة وظلت المعارك هناك سجالاً بين الطرفين، ثم فقدان الإسرائيليين لثلاثة عشر جندياً حسبما أفادت مصادر محايدة، وهو ما اعتبر أكبر لطمة توجه ضد الجيش الإسرائيلي منذ بدء الاعتداءات على لبنان قبل أسبوعين.
هذه البيانات الصادرة من قادة الجيش الإسرائيلي حول سير العمليات العسكرية في لبنان تشير إلى واحد من أمرين، فإما أن يكون هؤلاء القادة قد اعتمدوا الأكاذيب لخداع المستوطنين من أجل حشدهم خلف قادتهم ودفعهم إلى تحمل صواريخ حزب الله حتى يتم تدمير الحزب كما يهدف الجيش، وإما أن حالة من الارتباك والفوضى أصابت القادة العسكريين، ولم يعودوا يدركوا بالضبط أين يقفون وإلى أين يسيرون، ومستوى نجاحهم في ميدان المعركة.
وفي كلا الأمرين ما يبعث على عدم الثقة في هذا الجيش من قبل المستوطنين، وبخاصة أن ثمة توجه من قبل الجيش الإسرائيلي بالعودة إلى تركيز الاعتداءات على القصف الجوي بدلاً من التوغل البري بعد الإخفاقات الكبيرة التي مني بها الجيش الإسرائيلي في بلدة بنت جبيل التي اشتهر اسمها بين الإعلاميين والمراقبين.
الحقيقة الثابتة التي تبقى واضحة من بين كل الأكاذيب الإسرائيلية هي أن إسرائيل قد قتلت الكثير من المدنيين الأبرياء ووصل عددهم إلى أكثر من 600 قتيل وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، كما دمرت البنى التحتية للبنان وأجبرت الآلاف على النزوح بحثاً عن ملاذ آمن من الصواريخ والقاذفات الإسرائيلية التي لا ترحم الأطفال أو النساء أو المسنين.