يشير البعض من أصحاب الاختصاص أن هناك عدة فروق بين الدافع والباعث أهمها على الإطلاق كون الدافع ينبعث من ذات الإنسان خلاف الباعث الذي هو محرك خارجي يحفز الإنسان لإشباع شهوة أو رغبة عارمة تتحرك في داخله.
ويذهب البعض الآخر إلى أن الباعث هو أحد مرادفات الدافع ولا يمكن التفريق بينهما في الدلالة ولكن هناك فرق بين الدافع الفطري والدافع المكتسب والعبرة بالأثر الناتج عن هذا المحرك ودوره في دفع الإنسان إلى سلوك ما تجاه أمر حادث، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن أهم الدوافع التي تدفع المواطن لأن يكون شريكا فاعلا في تحقيق الأمن والتصدي لأفكار الفئة الضالة ما يلي:
الدافع الذاتي
لقد رتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاجات الأساسية للإنسان أيا كان، وفي أي زمان عاش بقوله: (من أصبح منكم معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا) أخرجه ابن ماجه، كتاب الزهد، الحديث 4141. فالأمن يأتي بعد الصحة في الجسد مباشرة.
وذكر علماء النفس أن حاجة الفرد إلى الأمن تعد من الأساسيات التي تقوم عليها الحياة ومتى ما فقدها الإنسان اختل توازنه واضطربت شخصيته وقد تحدث له بعض الأمراض النفسية والعضوية، ولذا فإن من الطبيعي - في نظري - أن يتحرك المواطن ويقف في وجه كل من أراد أن ينغص عليه أمنه ويفسد عليه طمأنينته واستقراره، والفئة الضالة بأفكارها التطرفية الغالية وتصرفاتها الإرهابية المشينة هي من فعل ذلك في بلادنا وتحت ستار الإسلام وللأسف الشديد وذهب ضحية فعلهم أبناؤنا وإخواننا وأهلونا ذكورا وإناثا، ولا يدري المرء من الضحايا القادمون لا سمح الله فربما يكون أحدهم أنا أو أنت أو ولدك أو ابنتك أو والدك أو أخوك أو أحد أقاربك ومعارفك أو حتى مواطن أو مقيم على ثرى أديم هذه الأرض الطيبة المباركة لا تعرفه، ولذا فإن في ذواتنا دافعا قويا ومحركا فاعلا يطلب الأمن ويستهجن التصرفات النكراء التي قام بها وقارفها هؤلاء الإرهابيون، ويرفض الأفكار الشاذة والبعيدة عن الفهم الصحيح والمستقيم للدين.
|