Saturday 29th July,200612357العددالسبت 4 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

مستعجل مستعجل
الهاربون من الرياض..
عبدالرحمن السماري

** هل الناس هربت بالفعل من الرياض بسبب لهيب القيظ.. الذي يجعل درجة الحرارة تتسمر في أعالي الأربعينيات.. وتشرف أو تطمر الخمسين.. أم أن الناس هربت بسبب الزحام الشديد والاختناقات التي هي في كل مكان؟
** زحام سيارات.. وزحام بشر ودخاخين.. وشكمانات.. ومصانع تلف المدينة في كل اتجاه.. والذي لا يوجد فيه مصانع.. يوجد فيه (نهر المجاري الشهير) والذي لا فيه يوجد هذا وذاك.. يوجد فيه عشعش وصنادق مليئة بالأغنام والخلفات وسائر أصناف المواشي..
** فالرياض.. تتحاوشها المصانع ودخانها جنوبا.. ومن الغرب.. النهر الشهير (أخْيَسْ) نهر في العالم.. ومن الشرق.. صنادق وأحواش أغنام.. وخلفات ويبقى الشمال فقط.. لم يجرؤ عليه أحد.. أو ربما.. لم يصله الدور فقط..
** الناس.. هربت من الرياض صيفاً.. ولكن الشقق المفروشة والفنادق في الرياض (فل) ولا مكان لنزيل واحد.. ولا تدري من الذي سكنها.
** نعم.. نتساءل.. من الذي ملأها؟
** ويظهر لي.. أن الذين شغلوا هذه الشقق المفروشة التي تملأ شوارعنا.. هم فئات..
** فئة جاءت من القرى والمدن الأخرى.. للاستشفاء والعلاج في مستشفيات الرياض الكبرى.. فالكثير من الناس.. تؤجل العمليات الجراحية والفحوصات إلى الصيف ثم تأتي للرياض للعلاج.. وبالذات.. ضحايا الأسهم (المساكين) الذين ضربتهم الأمراض من كل صنف.
** وفئة جاءت من أجل أسواق الرياض.. عندما يحتاجون لتجهيز أعراس أو حفلات أو ما شاكل ذلك..
** وفئة جاءت للتعقيب ومتابعة مواضيع أو معاملات أو شكاوى.. المهم.. تراجع داخل الرياض.
** الناس.. هربت من الرياض.. لأن المراجعة داخل الدوائر في الصيف.. مشوبة بالخوف.. فالموظفون والمسؤولون الذين لم يحصلوا على إجازة.. أو ظروفهم المادية لا تسمح لهم بالسفر أو التمتع بإجازة بسبب (طيحة) سوق الأسهم هذا العام.. أو من (المحرومين) الذي يجمع و(يصك) على الرياض للمحظوظين من بعده.
** هؤلاء.. بقوا في الرياض وأنفسهم على (طرف) خشومهم.. لا يريدون أحدا أن يكلمهم.. يلتهبون من كلمة واحدة.. يتعاملون معك بشراسة.. و(خذ سرا - وزحمة.. ونفس شينة).
** حتى الذي يراجع الضمان الاجتماعي.. وهو حي يرزق.. يمشي.. ويقف ويتكلم أمامهم.. يقولون له.. اذهب وأحضر ورقة من العمدة أو الشرطة بأنك حي (إثبات حياة) وهو أمامهم بهويته.
** الذين بقوا في الرياض صيفا.. كان أكثرهم مجبرا.. إما بسبب وجود عمل أو بسبب (طِفَر) وهم الأكثر.. بعد انهيار سوق الأسهم أو بسبب آخر..
** نعم.. الرياض.. ليست مكانا ملائما لمن يريد التصييف.. ولا مكانا لمن يريد الراحة..
** الرياض.. مدينة ضخمة.. مدينة صاخبة..
** مدينة كلها زحام.. وتلوث بسبب مصانعها الكثيرة وسيارتها الأكثر.. وبسبب ستة ملايين أو أكثر داخلها.. أكثرهم (مقاريد) جاءوا من الداخل ومن الخارج وتجمعوا في الرياض.
** الرياض اليوم.. من أكبر مدن الشرق الأوسط.. مدينة عملاقة.. تجمع كل شيء..
** الرياض.. مدينة الاقتصاد والتجارة والأسواق والهيئات والشركات والمؤسسات والدوائر والسفارات.
** والرياض.. مدينة المطاعم.. والبسطات.. والخردات.. والسرقات والغش.. والإقط والسمن البري.. والمثلوثات والمضغوطات وكبدة الحاشي والرز البخاري.. والخرسانات والشبوك.. ووقف يا راعي الكامري ولا ننسى أيضا (طبول الزيران) في مخيمات الثمامة..
** في الرياض فقط.. في الرياض وحدها.. في الرياض (الْحالها) مر وعدّي.. واصحى التحدي.. وإلا.. عند خشمك.
** الكل جاهز (للطقاق) حتى العجوز اللي تبيع بِيزه وطواقي يمكن (تخَطْرف لِك) (وهذا المقرود.. من ها العجوز).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved