Saturday 29th July,200612357العددالسبت 4 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

دفق قلم دفق قلم
ماذا نقول؟
عبد الرحمن صالح العشماوي

تلاحقني - هذه الأيام - أسئلة كثيرة ساخنة من عدد من الناس عن الأوضاع الراهنة للأمة، وعن الوضع في فلسطين، وفي لبنان، وفي العراق وأفغانستان، وفي بعض الدول الإسلامية في منظومة الاتحاد السوفيتي السابقة، وفي كشمير، وأندونيسيا، أسئلة كثيرة تُعبِّر عن قلق كبير، وعن اضطراب في تحديد المواقف تجاه هذه الأحداث وما يرافقها ويسبقها ويلحقها من برامج سياسية يتحدث فيها مئات السياسيين والمفكرين عن مئات الآراء والمواقف والأفكار.
أسئلة كثيرة تصور لنا مدى خطورة هذه المرحلة على أجيالنا ذكوراً وإناثاً وعلى بلادنا الإسلامية وعلى مستقبل أمتنا، وكان من آخر تلك الأسئلة طرحاً وإلحاحاً، السؤال عن (الشرق الأوسط الجديد) الذي أعلنت تشكيله بوضوح (وزيرة الخارجية الأمريكية) بعد أن كانت فكرته حبيسة التقارير السرية سابقاً، وحبيسة المقالات السياسية في بعض الوسائل الإعلامية لاحقاً، أما الآن فقد أصبحت فكرة (الشرق الأوسط الجديد) إعلاناً سياسياً، بل قراراً سياسياً معلناً من قبل وزيرة خارجية الدولة العظمى التي لا تزال تهيمن على سياسة العالم في هذه المرحلة.
ماذا نقول؟ وليست الإجابات الحقيقية في مقدورنا، لأن المعلومات الحقيقية تختفي وراء كل ما يُذاع وما يُنشر عبر وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، هنالك إجابة حقيقية واحدة يجب أن تبقى بارزة أمامنا في كل حين، ألا وهي الإجابة المنبثقة من سنن الله الكونية في الصراع بين الحق والباطل، الإجابة التي تقول: نحن المسلمين في معركة مصيرية مع أعداء الإسلام الذين يمكرون ويكيدون ليل نهار، والذين استخدموا قدراتهم العلمية والمادية في بناء قواتهم العسكرية المدمرة لأهداف توسعية احتلالية نراها الآن أمام أعيننا بلا حجاب.
هذه المعركةُ التي تُشَنُّ علينا وعلى ديننا وأفكارنا، واقتصادنا، وتعليمنا وثقافتنا معركةٌ حاميةُ الوطيس تحتاج إلى أدواتٍ قوية للمواجهة، وإعدادٍ لما يُستطاع من القوة ورجوعٍ حقيقي قبل ذلك وبعده إلى ديننا الحق الذي تحاول تغييبه عن الساحة مذاهبُ وطوائفُ متصارعةٌ متضاربةٌ؛ ديننا الذي (مهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).
هذه الإجابة الحقيقية التي يتضايق منها المنساقون وراء طوفان الأباطيل بكل ما له من بريقٍ وهَيْلمةٍ وهَيْلمان، الإجابة التي تُحمِّلُنا جميعاً مسؤولية القيام بشرع الله قياماً كاملاً {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}.
المواجهة لأهل الباطل تحتاج إلى نفوس قوية، وعقول راجحة، وقلوب مؤمنة، وهذا لا يتحقق إلا بالخلاص مما نحن فيه من تكريس الباطل والعصيان والفسوق تكريساً يضيق به الفضاء، وتنوء به الأرض.
لا بد أن نكون على يقين أن المسلم الذي لا يُصلِّي، أو يُقصِّر في صلاته، ولا يزكي ولا يتورع عن كبائر الإثم والفواحش، لنْ يستطيعَ أن يواجه عدواً أبداً، هذا ما يجب أن نُعيد به ترتيب أوراق أمتنا المغلوبة.
إشارة


أَأَجزعُ من أمر الإله وهل لنا
سوى الله في ليل المصائب موئل؟

www.awfaz.com

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved