* بيروت صور - القدس- تل أبيب - الوكالات:
في تطور جديد في الازمة اللبنانية الإسرائيلية وفي منحى جديد لحزب الله في حربه مع إسرائيل اعلن الحزب في بيان أن المقاومة الإسلامية، ذراعه العسكرية، استخدمت للمرة الأولى وفي مرحلة ما بعد حيفا صواريخ جديدة تحمل اسم (خيبر-1) لقصف منطقة العفولة التي تبعد نحو خمسين كيلومترا عن الحدود مع لبنان. وأوضح البيان أن المقاومة الإسلامية (قصفت عند الساعة 15.00 بالتوقيت المحلي (12.00 تغ) منطقة العفولة الإسرائيلية الواقعة بعد حيفا بصواريخها من نوع خيبر-1).
وأضاف (تبدأ مرحلة جديدة من القتال والتحدي والمواجهة). وأكد أن هذا القصف يأتي (تنفيذا للوعد والقرار وردا على العدوان الوحشي الإسرائيلي). يذكر أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اعلن ليل الثلاثاء الأربعاء أن الحزب سيدخل (في مرحلة ما بعد حيفا). وتبعد حيفا عن الحدود مع لبنان نحو 40 كلم فيما تبعد العفولة اكثر من 50 كلم. وكان حزب الله قد استخدم حتى الان إضافة إلى صواريخ الكاتيوشا، صواريخ رعد-1 ورعد-2. ويحمل الصاروخ الذي اعلن أمس الجمعة عن استخدامه للمرة الأولى اسم معركة خيبر التي انتصر فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم على اليهود.
وفي القدس المحتلة أكد متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس أن صاروخا واحدا على الاقل من طراز مجهول يحمل شحنة ناسفة تزن حوالي 100 كلغ سقط على مدينة العفولة التي تقع على بعد حوالي 15 كيلومترا إلى الجنوب من حيفا. وأضاف أن (خبراء المتفجرات في الشرطة الذين فحصوا الصاروخ اكدوا انه ليس إيرانيا من طراز زلزال) كما سبق أن اكدت القناة العاشرة الخاصة في التلفزيون الإسرائيلي. ولاحقا اعلن حزب الله عن اطلاق دفعتين جديدتين من الصواريخ على شمال إسرائيل. واستهدفت الدفعة الأولى مدينة طبريا واستهدفت الثانية (مستعمرات كابري، غشر هازيف، ميتسوفا، نهاريا، قاعدة دلتون).
وفي المقابل.. قتل القصف الإسرائيلي المكثف 14 شخصا في لبنان أمس الجمعة. وقصفت الطائرات الحربية مرارا قرى واقعة على التلال بالقرب من بلدة صور الساحلية الجنوبية وانهمرت المئات من قذائف المدفعية عبر الحدود من إسرائيل لتقتل عشرة اشخاص بينهم اردني.
وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن اربعة اشخاص قتلوا في ضربات جوية في وادي البقاع الشرقي. وقالت المصادر ان قتالا اندلع بالقرب من بلدة بنت جبيل الجنوبية وقرية مارون الراس الحدودية القريبة عندما هاجم مقاتلو حزب الله مواقع إسرائيلية في المنطقة. وأكدت مصادر إسرائيلية انها قتلت على الاقل 3 من عناصر حزب الله.في غضون ذلك هاجم سلاح الجو الإسرائيلي 130 موقعا في لبنان خلال الليلة قبل الماضية وفي وقت مبكر من فجر أمس الجمعة حيث دخل هذا العدوان الشامل أمس يومه السابع عشر، وتركز القصف الاخير بصفة خاصة شرق وجنوب لبنان حاصدا المزيد من الارواح ومخلفا دمارا طال المنازل والمؤسسات التجارية المدنية وما تبقى من الطرق حيث باتت تعيش بلدات وقرى الجنوب حصارا محكما. وفي المقابل اطلق حزب الله المزيد من الصواريخ على بلدات إسرائيل الشمالية. وتركزت الغارات الجوية الإسرائيلية المتتالية على أي هدف متحرك في الشرق بين نقطة المصنع الحدودية البرية مع سورية ومنطقة البقاع وصولا إلى الطرق المتفرعة من طريق بيروت - دمشق الدولية جنوبا وشمالا مما أدى إلى مقتل مواطنين داخل سياراتهم في سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية على طرق مختلفة في منطقة سهل البقاع المحاذية للحدود مع سورية.
وفي تحول استرتيجي تكتيكي مفاجئ أعلن ضباط إسرائيليون بارزون أمس الجمعة تجميد العمليات العسكرية البرية في لبنان بشكل مؤقت، بهدف إعادة تنظيم تلك العمليات، مشيرة إلى أنها ستستأنف عملياتها العسكرية البرية بشكل موسع قريبا.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أن إسرائيل لا تنوي وقف العمليات العسكرية البرية في لبنان، وأن وحدات (جولاني) و(المظليين) استمرت حتى أمس الأول الخميس في احتلال مواقع في بلدة بنت جبيل وقرية مارون الراس. ونقلت هآرتس عن رئيس هيئة الاركان دان حلوتس قوله ان (المعارك في اليومين الاخيرين، حصدت ثمنا باهظا من الجانب الإسرائيلي، ولكنها أيضا أدت إلى خسائر فادحة في صفوف حزب الله). وأضاف أن (إسرائيل لا تقيس إنجازاتها بعدد القتلى من الطرف الآخر، فهذه حرب متواصلة، محددة الاهداف، ومن الممكن تحقيقها). وكان متحدث باسم ميليشا حزب الله أفاد بأن قوات الجيش الإسرائيلي انسحبت من وسط بلدة بنت جبيل أمس الجمعة بعد وقوع اشتباكات ضارية بينها وبين مقاتلي حزب الله على بعد عدة كيلومترات من بلدة مارون الرأس الحدودية.وعلى الصعيد الإنساني ارسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول قافلة من المساعدة الإنسانية إلى قرية رميش الحدودية في جنوب لبنان، حيث يحتجز 30 ألف لاجىء منذ حوالي الأسبوعين بسبب الهجمات الإسرائيلية. وأكد المتحدث باسم اللجنة الدولية هشام حسن لوكالة فرانس برس أن سيارتي اسعاف ترافقان القافلة نقلتا اربعة مدنيين اصيبوا خلال عمليات القصف ومريضين من القرية. فبعد اربعة ايام من المحاولات غير المثمرة للوصول إلى هذه القرية المسيحية، وصلتها ثلاث شاحنات تنقل 30 طنا من المواد الغذائية واللوازم الشخصية وادوات مطبخية واغطية. وقال (نقلنا ثلاثة الاف صندوق تحتوي على 30 طنا من المواد الغذائية إلى رميش. وخلال الطريق، وزع قسم صغير على المحتاجين في بلدة الناقورة وقريتي علما الشعب وعيتا الشعب). إلى ذلك اعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الجمعة أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ستعود إلى الشرق الاوسط اليوم السبت لاجراء محادثات لحل النزاع في الشرق الاوسط، وقال بوش (غدا، ستعود الوزيرة رايس إلى المنطقة، وستعمل مع زعماء إسرائيل ولبنان لاغتنام الفرصة للتوصل إلى سلام دائم واستقرار في البلدين).
|