Monday 24th July,200612352العددالأثنين 28 ,جمادى الثانية 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مدارات شعبية"

فضاء فضاء
إحراج الشعراء
علي المفضي

يقول أحد الشعراء: (كنت أواجه إحراجاً بالغاً عندما يفاجئني من يسمع قصيدتي بسؤال لا يتغيّر حتى بت أقرأ ذلك السؤال في العيون قبل أن يقوله صاحبه، وأصبحت استعد له)، وأظن أنّ من حق المستمع أن يحظى بشيء من الاهتمام كما منح شاعره جزءاً من اهتمامه ومتابعته والغوص في أعماق النص بحثاً عن خيط يصل من خلاله إلى أجواء القصيدة وبيئتها وأحداثها ومتى كتبت وكيف وبمن.
يقال إنّ الشاعر سئل مرة إن كان قصده كذا في بيت ما من إحدى قصائده فأجاب بنعم، وكرر عليه ذات السؤال في مجلس آخر فأجاب بنعم برغم اختلاف تحليل السائل الثاني عن سابقه، وكان أحد أصدقائه حاضراً في كلتا الحالتين فأصيب بالدهشة واتهم صديقه الشاعر بالكذب والتزوير، فقال له إنّ الأمر أقل تعقيداً مما تتصوَّر، فالسائل الأول فهم البيت على حسب ما أحس به والآخر كذلك، وكلاهما أحبّ البيت من هذا المنطلق ولم أرغب في تكذيب مشاعرهما تجاه بيتي.
أمّا شاعرنا الذي يقرأ الأسئلة في العيون، فقد توصّل إلى حلٍّ وسط بين الإجابة الحقيقية وعدم الإجابة حيث يقول عندما يُسأل إن كان شعره يمثِّل الواقع أم أنّه مجرّد خيال (إن أحسست أنّ ما سمعت حقيقة فهو كذلك، وإن أحسست عكس ذلك فأنت على حق).
والإنسان بطبيعته جُبل على الفضول والاستقصاء والبحث والتحليل والمقارنة ومحاولة سبر أغوار ما يسمع، وكثيراً ما نسمع أنّ القصيدة الفلانية كان وراء كتابتها شأن عظيم، حيث يأتي من يدّعي أنّ لديه الخبر اليقين وينسج قصصاً لا علاقة لها بالحقيقة، وكم عانى كثير من الشعر ممن وضع لقصيدته قصة مختلفة ربما أوقعته في إحراج لم يستطع الخروج منه.
وقفة ل عبدالله بن سبيّل:


لا ساعفت راع النمايم بدنياه
لعل حاله تنقرض ما تعوده
يا اهل انمايم من عمل عمل يلقاه
في ماقفٍ كل الجوارح شهوده

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved