فقدان الشهية وقيء دموي مفاجئ.. من أعراض دوالي المريء
د. غادة: يُعتبر وجود دوالي المريء من الدلائل
الخطيرة لمرض الكبد وارتفاع ضغط الوريد البابي

يُعرف المريء بأنه الأنبوبة أو المجرى الممتد من الحنجرة إلى المعدة ويمر فيه الطعام أثناء البلع بسرعة ليصل إلى المعدة, وفي مرض دوالي المريء تبرز عدة أوردة في جدار المريء في الجزء الأسفل منه فإذا ما حصل تمزق يحصل لها نزيف دموي حاد عبر الفم ممكن أن يؤدي للوفاة إذا لم تتم سرعة علاجه فما هو مرض دوالي المريء وما هي أسبابه وكيف تتم الوقاية والعلاج منه؟ للإجابة على هذه الأسئلة التقينا في الصفحة الدكتورة غادة عامر استشارية أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير.
***
ما تعريف دوالي المريء؟
- دوالي المريء من أحد أهم أسباب القيء الدموي وبخاصة في البلاد التي تنتشر فيها أمراض الكبد والبلهارسيا وينتج عن زيادة ضغط الدم داخل الوريد البابي الكبدي نتيجة لانسداد مجرى الوريد مهما كانت الأسباب مما ينتج عنه سريان الدم في قنوات جانبية لتخطي تلك السدة، وهنا يتم تحويل مجرى الدم من الوريد البابي الكبدي إلى الدورة الدموية العامة عند طريق شبكة من الدوالي في أماكن عديدة من الجسم أهمها وأكثرها خطورة دوالي المريء.
* ماهي أسباب هذا المرض؟
- أسباب هذا المرض كثيرة منها تجلط الوريد الطحالي وتجلط الوريد البابي الكبدي وأيضاً الضغط الخارجي على الوريد الكبدي البابي كوجود أورام أو غيرها وتليف كبدي خلقي, وكلاح الكبد إضافه إلى ارتفاع ضغط الدم داخل الوريد البابي الكبدي وتصلب القناة المرارية وداء الشيستيزوما أو أي مرض آخر يؤدي إلى تليف الكبد مثل التهاب الكبد الفيروسي المزمن.
كيف تكون أعراضه؟
تكون أعراض المرض في صورة فقدان الشهية، غثيان، قيء دموي مفاجئ وتختلف الكمية من بسيطة قد تظهر في صورة براز شديد السواد شديد الطراوة إلى كمية كبيرة مما يؤدي إلى هبوط حاد بالدورة الدموية وفقدان الوعي وعادة ما يسبق هذه الأعراض أعراض المرض الأساس المسبب للدوالي مثل فقدان الوزن وآلام في الجزء الأيمن من البطن تحت الضلوع اليمنى وصفار (مرض الصفراء) أو لون البول داكن أو استسقاء بالبطن ascitis وحكة مصاحبة لأمراض الحوصلة المرارية كالتهاب الحوصلة أو تصلبها وشد عضلي مصاحب لتليف الكبد إضافة إلى أعراض الاعتلال الدماغي كاضطراب فترات النوم، فقدان الذاكرة أو الوعي، تغيُّرات في الشخصية وفقدان القدرة على التواصل مع المحيطين.
* ما نسبة حدوث المرض؟
- إن النسب الحديثة لحدوث دوالي المريء في المرضى المصابين بأمراض الكبد المزمنة حوالي 8% في أول سنتين من المرض و30% في السنة السادسة وتمثِّل احتمالات حدوث نزيف دوالي المريء 30% في العام الأول بعد التشخيص ويمثِّل 10% من أسباب القيء الدموي الناتجة عن أمراض الجهاز الهضمي ويُعتبر الالتهاب الكبدي الوبائي B السبب الرئيس لدوالي المريء في آسيا (وبخاصة الشرق الأقصى والجنوب)، جنوب أمريكا، شمال إفريقيا ومصر وبلاد الشرق الأوسط الأخرى.
بينما يمثِّل داء الشيستوزوما السبب الرئيس لدوالي المريء في مصر والسودان والدول الإفريقية الأخرى.. ويمثِّل الالتهاب الكبدي الوبائي C السبب الرئيس لحدوث التليف الكبدي في العالم بأكمله.
دلائل خطيرة لمرض الكبد
ماهي خطورة المرض؟
- يُعتبر وجود دوالي المريء من الدلائل الخطيرة لمرض الكبد وارتفاع ضغط الوريد البابي حيث إن حدوث النزيف قد يؤدي إلى حدوث الوفاة من المرة الأولى، كما أن المريض يكون دائماً عرضة لتكرار النزيف الدموي إذا لم يتم علاج الدوالي تماماً ومع كل نوبة نزيف ترتفع نسبة الوفاة تدريجياً.
* ما علاقة أسباب دوالي المريء بالجنس والعمر؟
- في السيدات: إدمان الكحوليات، التهاب الكبدي الفيروسي وتليف الحوصلة المرارية الأولية هي الأسباب المسؤولة عن حدوث دوالي المريء في الرجال: إدمان الكحوليات والتهاب الكبد الفيروسي هما المسؤولان عن دوالي المريء.
في الأطفال: تجلط الوريد البابي الكبدي وتليف الحوصلة المرارية الثانوية من أهم أسباب دوالي المريء.
في البالغين: التليف الكبدي عامة هو أهم أسباب دوالي المريء.
حدوث نزيف حاد
* هل هناك مضاعفات لهذا المرض؟
- الخطر الرئيس هو حدوث نزيف حاد يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وقد يؤدي إلى الوفاة.. وأيضاً حدوث النزيف يؤدي إلى فقر الدم المزمن بالإضافة إلى هبوط وظائف الكبد وارتفاع في إنزيماته حيث إن الكبد يكون عادة مريضاً يؤدي حدوث نزف الدوالي إلى غيبوبة كبدية وقد يؤدي إلى متلازمة الكبد الكلوية حيث تضعف وظائف الكلى وتؤدي إلى الوفاة في نسبة كبيرة من المرضى.. هذا بالإضافة إلى المضاعفات الناتجة عن نقل الدم وعن العمليات الجراحية إذا لزم الأمر منظاراً علوياً للجهاز الهضمي.
* ما هو علاج دوالي المريء؟
- يكون علاج نزيف دوالي المريء دائماً في المستشفى فلا يصلح علاجها في المنزل نظراً لخطورة الوضع وعادة يكون عن طريق منظار علوي للجهاز الهضمي بعد أن تتم السيطرة على الدلائل الحيوية للمريض من ضبط الدورة الدموية والتنفسية للمريض وعادة ما يحتاج الأمر إلى حماية مجرى التنفس وإلى نقل دم أو كريات دم حمراء وأيضاً فيتامين (ك) وقد يحتاج الأمر لإدخال أنبوبة بالمعدة syngestaken لكبس الدوالي وتخفيض كميات الدم الخارج منها بالإضافة إلى شفط الدم من المعدة وغسلها لتقليل نسبة حدوث الغيبوبة الكبدية، وبعد ذلك يبدأ طبيب الجهاز الهضمي والمناظير بإدخال المنظار ومعرفة مصدر النزف بالتحديد، وبعد ذلك يقرر أفضل السبل للسيطرة على النزيف ويكون إما عن طريق ربط دوالي المريء برباط مطاطي خاص أو عن طريق حقنها بمادة تجلط الدم بها وهناك أنواع عديدة من هذه المواد تختلف باختلاف مكان الدوالي بأسفل المريء أو بالمعدة كما أن هناك مواد حديثة للحقن تعطي نتائج أفضل من المواد التي كانت تستخدم سابقاً وبعد ذلك يوضع المريض تحت الملاحظة في المستشفى للاطمئنان على استقرار وضعه وغالباً ما يستكمل علاج الدوالي بعد ذلك عن طريق عدة جلسات بالمنظار للقضاء على كامل الدوالي حتى لا تكون عرضة لتكرار النزف ولا تحتاج هذه الجلسات إلى التنويم بالمستشفى وعادة ما يراجع المريض لعمل المنظار مرة كل أسبوع أو أسبوعين ويعود لمنزله حتى يتم القضاء على كل الدوالي وبعد ذلك يستكمل علاجه بالحبوب قص وتدبيس الدوالي.
* ما دور الجراحة في علاج دوالي المريء؟
- في نسبة قليلة جداً من الحالات لا يتم القضاء على الدوالي عن طريق المنظار أو قد يفشل المنظار في إيقاف النزيف الحاد وبذلك يتم تحويل المريض لعمل بعض الجراحات مثل قص وتدبيس الدوالي من أسفل المريء عن طريق الدباسة الجراحية أو عمل تحويل لمجرى الدم من الوريد البابي إلى الدورة الدموية العامة وهناك أيضاً بعض عمليات هذا التحويل تتم تحت الفحص الإشعاعي وقد تفيد هذه العمليات في هذا الجزء البسيط من المرضى الذين يفشل منظار الجهاز الهضمي في علاجهم.