أتذكر أني كتبت مقالاً عن حاجة الشباب السعودي لمنتدى اجتماعي وآخر ثقافي وليكن عن طريق المرافق التعليمية أو الأندية الرياضية.. وذلك بهدف القضاء على الفراغ الذي يعاني منه الكثير.. لدرجة أن أصبح يشكل هاجسا رئيسا لهم ولأسرهم فضلا عن كونه - ربما - ينذر بفشل التطلعات المأمولة نحو جعله عضوا فاعلا بالمجتمع لا قطيعا!!
أقول.. لا أخفيكم حينها كنت أتطلع أن يكون مقالي - آنذاك - شيئا منطقيا وبالتالي تجاوب المسؤول ورجل الشارع الاجتماعي والتعليمي والرياضي.. خصوصا من ذوي العلاقة المباشرة بهذا الموضوع.. من حيث تبني الأفكار.. واستغلالها وفق آراء متباينة يحددها السلوك والمسؤولية ويلاقي الدعم كمشروع شبابي نموذجي نتحين الشروع فيه ومن ثم إشهاره.
غير أن أفكاري وتصوراتي البائسة.. اصطدمت وتداعت بآمال مخيبة ومحبطة للنفس والروح.. وذلك في ظل قناعة مترجحة بأن الأطروحات التي تتعلق بمثل تلك المواضيع - لا تسمن ولا تغني من جوع، ولهذا في أذن عجين وأخرى طين - فالأنشطة الرياضية.. وتداعياتها التعصبية.. بحق ما من شأنه له علاقة بمنافساتها الكروية.
بل أحسب أن هناك سبباً آخر.. يتداعى تلقائيا - فنحن مجتمع - لا نشعر بما حولنا حتى يقع الفاس في الراس! بدليل أن الوسط الإعلامي وبمختلف قنواته جاءت دعوتهم بالأمس واليوم بما تراءت لي فيه الآشياء (آنذاك).
لعلي أجدد القول إنه من المؤلم حقا.. أن تكون لدينا منشآت نموذجية تتوفر فيها كافة الإمكانات سواء في القطاع الإداري والتعليمي أو حتى الرياضي والتربوي.. وتبقى استفادة شبابنا منها دون المستوى المطلوب!.
لعل الأمر (الآن) أصبح يحتاج إلى دراسة تطبيقية وعلى أرض الواقع تشترك فيها جميع القطاعات الخاصة منها بدعمها المعنوي والمادي.. أو حتى العلمي والتربوي - كالجامعات والمؤسسات التعليمية - وأخيرا القطاع الرياضي المتمثل في الأندية.. لإيجاد السبل الكفيلة بشغل أوقات فراغ الشباب والوصول إلى مشروع علمي ينفذ بأسرع وقت ممكن.
بالمناسبة تشير إحصائية أعدتها هيئة تطوير مدينة الرياض قبل فترة أن 65% من سكان الوطن تشكل فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 25 عاما ولا أود أن أزيد.
رياضتنا بين تصنيف وتحريف وتخريف
في اعتقادي الشخصي.. بأنه لو تم توزيع استبانة ولتكن في هذه المرة بطريقة (حيادية) وعلى نوعية عشوائية من الرياضيين بشأن تصنيف - فيفا - لمرتبة الكرة السعودية بين المنتخبات العالمية.. لكانت الإجابة - غير مهمة - طالما أنها على ورق ولا تمنح امتيازه إنجازا شرفيا وبطوليا حقيقيا بقدر ما هي بالون اختبار عن مدى قدرة نجومنا على إعادة صياغة أوراقهم الفنية والإدارية ووقوف الشارع الرياضي بأكمله دعما لرياضتنا.
أقول إن التصنيف يعني التطوير وهل نحن حقا لدينا القدرة على مواصلة ذلك الرقي والتطور الذي حققته رياضتنا على المستوى الخليجي والعربي والآسيوي والصعيد العالمي؟!
لن أجيب هذه المرة!! لقناعة بأن بيتنا من زجاج وبالتالي نتراشق الحجارة بيننا!! بدءا من التشكيك بما حققته فرقنا ومنتخباتنا من بطولات مرورا بما ناله نجومنا من ألقاب شرفية.. لدرجة وصلنا فيها لأوضاع داخلية (مزرية) بدءا من لجنة الاحتراف ووقوفها متفرجة على ما يدار تحت طاولات الأندية مرورا بلجان (الأمانة) وغيرها في وضعية مسابقاتنا المحلية وتداخلها مع البطولات الخارجية وما نتج عنها من إصابات أدت إلى ابقاء أفضل النجوم وإرهاق البقية منها.. ووقوفا على لجنة (التحكيم) التي ستظل بحاجة إلى - حكم منطقي - في أوضاعه التي لا تزال تعيش في حلقة (مفرغة) من التقويم ما بين من يهاجمها بكل قوة.. وآخر يمدحها بكل حنية! وأحسب أن تلك (القواسم) المشتركة متى ما سعت إلى تطوير أنفسها.. والاعتراف بأخطائها سننال أعلى مراتب التصنيف العالمي.. على الرغم من قناعتي يظل على ورق لا منصات تتويج.
آخر المطاف
قالوا:
الإنسان يموت عندما يرفض الدفاع عن الصواب
ويموت عندما يرفض الدفاع عن الحق
|