إن للحوادث المرورية أثرها البالغ في النفوس وعدم الاستقرار الأسري، وقد يصل هذا الأثر إلى المجتمع، وعلى كافة الأطراف في المجتمع المساهمة في الحد من ازدياد الحوادث المؤثرة على الاستقرار الاجتماعي بشكل عام بالتصدي لمشاعر الأنانية من خلال تنمية الإحساس بآلام ومشاعر الآخرين وضرورة احترامها، وغرس هذه القيم في نفوس الأبناء الذين هم عماد المستقبل، والتركيز على بناء الوعي المروري في الأسرة والمجتمع وأهميته في إرساء قواعد السلامة المرورية من أجل مستقبل آمن.
الأسرة وتنمية الوعي المروري لدى الطفل: إن الطفل بطبيعته الاندفاعية وتصرفاته العفوية لا يدرك أخطار الطريق لذا فالاهتمام بسلامته وتنمية الوعي المروري لديه واجب على جميع أفراد الأسرة.
إن المسؤولية في المقام الأول تقع على الوالدين فالواجب عليهم مراقبة تصرفات أبنائهم ومنعهم من اللعب في الأمكنة الخطرة، إن تنمية الوعي المروري لدى الطفل واجب على الأسرة وذلك بتعليم أطفالها الطرق الصحيحة لعبور الطريق فالعبور السليم يتطلب البحث عن المكان المناسب والآمن للعبور، والوقوف والنظر والاستماع لحركة المرور، والعبور في خط مستقيم عندما يخلو الطريق من المركبات، وعدم اللهو أثناء عبور الطريق.
إن غرس قواعد السلامة المرورية والإحساس بها يتأتى من خلال ما تقدمه الأسرة من توعية ونصح وإرشاد لآداب الطريق، وما ينبغي للطفل أن يدركه من سلوكيات خاطئة يمكن أن تعرض سلامته للخطر.
دور المدرسة في رفع مستوى الوعي المروري لدى الطلبة: ان الطلبة ولا سيما الصغار منهم أكثر عرضة لحوادث المرور من غيرهم حيث إنهم عادة ما يعبرون الطريق من الأمكنة الخطرة أو يلعبون في المسارات المخصصة لسير المركبات غير متنبهين إلى خطورة حركة المرور عليهم. ويتمثل دور المدرسة في خلق الوعي المروري لدى الطالب بتعليمه قواعد وآداب المرور.
إن استيعاب مفاهيم ومتطلبات السلامة المرورية من قبل الطالب يتحقق من خلاله تعليمه المبادئ الصحيحة للتعامل مع المركبة مثل الصعود والنزول منها وحسن السلوك فيها أثناء سيرها أو استخدامه الطريق بصورة صحيحة بتفادي السلوكيات الخاطئة التي تعرضه للخطر سواء بعدم الانتباه أثناء العبور أو اللعب في أمكنة غير مناسبة.
إن السلامة المرورية مطلب بالغ الأهمية في حياتنا اليومية، ويجب علينا المساهمة في النهوض بالوعي المروري ونشر مفاهيم السلامة باعتبارها مسؤولية الجميع.
|