في ذاكرة الأمم والشعوب قصص لا تُنسى وذكريات تبقى خالدة مدى الدهر لا تمحوها الأيام. والمملكة العربية السعودية عاشت أياماً كانت مليئة بصور من عمق التلاحم الشعبي والترابط العميق مع القيادة في أبهى صوره وفي أدق مراحله، كانت وما زالت محط الإعجاب، ومرحلة نتوقف طويلاً عند الحديث عنها.
قبل عام من الآن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد وكانت مواقف نذكرها جميعاً ظهرت فيها تجليات التماسك الشعبي مع القيادة في أكثر المواقف حلكة عندما يفقد الشعب زعيمه الذي تربع على عرش الحكم 24 عاماً شبَّ فيها الصغير وشاخ فيها الشاب وهم يسيرون على نهجه وخطاه.
وقبل عام ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تلك الكلمة التي رسّخ فيها مبادئ التعامل العام وسياسته الخاصة في قيادة البلاد، فصدرها بالعهد الذي ألقاه على نفسه على اتخاذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً، وأن يكون شغله الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين بلا تفرقة، ثم ما أعظمه ذلك الطلب الذي يذكّرنا بسير الصالحين من الخلفاء وقادة الأمة بشد الأزر وعدم البخل بالنصح والدعاء.
لقد تعلَّم الناس من هذا الملك العادل التواضع ولين الجانب إلى جانب الحزم الذي لا يستمرئ فيه المخالف ولا تطيش معه يد العابث، وقد تحقَّق ذلك من خلال ذلك الحب الجم الذي يحمله المواطنون في قلوبهم له سراً وجهراً على شاشات التلفزيون أو في المجالس الخاصة، إضافة إلى عدم الهوادة مع من يهدِّدون أمن هذا البلد واستقراره والضرب بيد من حديد على كل من يحاول استهداف هذا الكيان وعقيدته وتماسكه، ومع ذلك لم يعدم خادم الحرمين الشريفين أن يكون الأب الراحم في أشد حالات نكران الجميل والنكوث عن العهد والبيعة ليطلق العفو الملكي الكريم الذي كان مضرب مثل.
وإننا في التعليم نجد ذلك الدعم الذي تجده كل القطاعات الحكومية والخدمية التي تصب في مصلحة المواطن ونقر لخادم الحرمين بالفضل بعد فضل الله عزَّ وجلَّ متطلعين إلى ما يحقِّق أرقى مستويات التعليم في بلادنا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
(*) وزير التربية والتعليم |