يحفل التاريخ بمواقف عظيمة يسجلها في ذاكرة الزمان للنبلاء المخلصين من أبناء هذه الأمة، ويسجل ذكريات لن تُمحى من ذاكرة أبنائها لما لها من آثار إيجابية في النفوس. ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سجل حافل بالمكارم والمآثر، وله في سجل الكرماء مكارم متميزة في تاريخ هذا البلد المعطاء المتدفق بالخير والإحسان والنماء.
وإنه ليوم مشهود أن يحظى أبناء منطقة الباحة هذه الأيام بزيارة كريمة من صاحب القلب الكبير، وصاحب العطاء الذي لا ينضب، وصاحب الحياة الحافلة بالعطاء، الذي ملأ حبه القلوب، ونال عطاؤه الشرق والغرب والشمال والجنوب، وأزرى عزمه كل مهند وموهوب، ويصحبه ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ذو المواقف المشهودة، والفضائل المشكورة.
وإن هذه الزيارة سيبقى أريجها يسعد قلوب أبناء المنطقة، وينعش ضمائرهم، ويحيي آمالهم، وستبقى آثارها وسام فخر واعتزاز يسطع على صدورهم بذلاً وعطاءً وإخلاصاً، وسيترجم إلى الأبد حباً ووفاءً وشكراً وتقديراً لهذه القيادة الرشيدة، وسيمتزج حرصاً على الوفاء والولاء والانتماء مع حرص حكومتنا الرشيدة على العطاء وتحقيق كل تطور ونماء في كل جزء من هذا الوطن المعطاء.
وإن أبناء منطقة الباحة يتطلعون إلى هذه (الزيارة الكريمة) بشوق زائد، ويتلهفون للقاء القائد المحبوب، وإنني أؤكد أن كل واحد منهم يرغب في أن يعبِّر عن فرحته بلقاء خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين فيطيل ويطيب، ويجيل في وصف مآثر آل سعود اللسان الرطيب، ويجسد ما في نفسه لهم من الحب المتوارث أساسه، الذي لا يحد قياسه، وهم يفخرون بهذه (الزيارة) التي تجسد حرص قيادتنا الرشيدة على عمارة الأرض، وعلو الهمة، ويرفعون أكف الضراعة إلى الله - سبحانه - أن يديم على هذه البلاد عزها وأمنها وأمانها، وأن يديم على خادم الحرمين الشريفين عزه وتأييده، وأن يحفظه من كل مكروه، وأن يجزيه عن هذه الأمة خير الجزاء، وأن يثيبه على ما قدَّم لها، وأن يجعله - دائماً - لأبناء الأمة سنداً وذخراً.
فأهلاً بخادم الحرمين الشريفين في هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب، وكل أبناء المنطقة يثمِّنون هذه (الزيارة) التي تحمل الكثير من بشائر الخير وتبشر بالمستقبل المشرق للوطن والمواطنين، وبالمزيد من الرفاهية والرخاء والبناء، وتجسد الحب المتبادل بين القيادة والشعب، والتلاحم العظيم بين الحكام والمحكومين، وتؤكد أن الحب طريق لا حدود له، وأن الوفاء ممتد لا نهاية له، والولاء صادق لا محيد عنه.
أ. د. عبد العزيز بن صقر الغامدي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية |