* بلغراد - أ ف ب:
يستعد كبار المسؤولين الصرب والألبان للتفاوض حول مستقبل كوسوفو أثناء لقاء مباشر اليوم الاثنين في فيينا بعد تسعة أعوام من انتهاء النزاع في هذا الإقليم الصربي الذي تسكنه غالبية من الألبان تطالب بالاستقلال.. وسيكون هذا اللقاء الأول بين مسؤولين صرب وألبان منذ 1999م عندما وضعت عمليات القصف الجوي لطيران حلف شمال الأطلسي حداً للنزاعات بين الانفصاليين الألبان والقوات الصربية نجم عنها انسحاب هذه الأخيرة من كوسوفو، وستدرج المسألة الشائكة لوضع هذا الإقليم في جنوب صربيا الخاضع لإدارة الأمم المتحدة منذ حزيران - يونيو 1999م، على جدول أعمال الاجتماع الذي سيرأسه موفد الأمم المتحدة الخاص لكوسوفو مارتي اهتيساري، وبدأت المفاوضات حول هذا الموضوع في شباط - فبراير في فيينا برعاية الأمم المتحدة، إلا أنها لم تؤد إلى أي نتيجة ملموسة حتى الآن، ويُطالب الألبان الذين يشكِّلون تسعين بالمئة من سكان الإقليم، بالاستقلال وهو ما ترفضه بلغراد بشدة لأنها تعتبر كوسوفو مهداً للتاريخ والثقافة الصربية، وتعرض عليهم في المقابل حكماً ذاتياً موسعاً، وحذرت السلطات الصربية من أنها لن تقبل قراراً (غير قانوني ودون قيمة) بمنح الاستقلال لكوسوفو.. وأعلن تاديتش أخيراً أن استقلال الإقليم (إذا تم فرضه كحل سيمثِّل صدمة لصربيا)، وأضاف: (سيكون هذا (الاستقلال) أمراً غير مثمر وقد يتسبب بحالة لا استقرار سياسي في المنطقة)، وأعلن سيديو من جهته أن فريقه يعتبر لقاء فيينا فرصة (لعرض الحجج المؤيدة لاستقلال كوسوفو).. وأضاف: (لن نتخلى عن هذا الموقف).
ونظراً للمواقف المتعارضة للطرفين، قال اهتيساري الأسبوع الماضي إنه لا يتوقع حصول أي (تقدم) خلال اجتماع الاثنين، ويرغب المجتع الدولي الذي يخشى أعمال عنف جديدة في الإقليم حيث ينتشر 17 ألف جندي من الحلف الأطلسي في إطار بعثة لحفظ السلام، يرغب في إيجاد تسوية حول الوضع النهائي لكوسوفو قبل نهاية العام الجاري، ومنذ نهاية النزاع في 1998 - 1999م، فر حوالي مئتي ألف صربي من الإقليم خشية ردود انتقامية من جانب متطرفين ألبان، بينما يعيش المئة ألف شخص الذين بقوا فيه في ظروف أمنية هشة.
|