* بيروت - صيدا - لبنان - دمشق - القدس المحتلة - واشنطن - برلين - الوكالات:
كثفت المملكة العربية السعودية أمس الأحد جهودها الدبلوماسية الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وإيجاد مخرج لهذه الأزمة التي باتت تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار دعت المملكة أمس الولايات المتحدة الأمريكية إلى الموافقة على الوقف الفوري لإطلاق النار ما يمهد لإنهاء الأزمة وتمكين لبنان من بسط سلطته على كامل ترابه الوطني.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للصحفيين عقب اجتماعه أمس الأحد مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الأبيض في واشنطن: (طلبنا وقفا لإطلاق النار يتيح وقف اعمال العنف ويسمح للبنان ببسط سيادته على كامل التراب اللبناني).
وتناول اجتماع بوش مع الفيصل بحضور صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني ووزيرة الخارجية الأمريكية السيدة كوندوليزا رايس وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين لدى الولايات المتحدة ومستشار الأمن القومي الامريكي ستيفن هادلي تناول بشكل مكثف موضوع الأزمة القائمة في منطقة الشرق الأوسط نتيجة العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية.
كما سبق الفيصل والأمير بندر بن سلطان اجتماعهما مع بوش باجتماع سابق مع رايس ومستشاريها.
ومع تواصل الجهود الدبلوماسية أكدت إسرائيل مساء أمس تأييدها نشر قوة أوروبية مؤلفة من الاتحاد الأوروبي في لبنان.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت أمس الأحد خلال لقائه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: إن إسرائيل توافق على نشر قوة تتمتع بقدرات عسكرية وخبرة ميدانية في المعارك، وتتألف من دول الاتحاد الأوروبي ما ان يتم تحديد مهمتها.
وأوضح ان مهمة القوة ستكون التطبيق الكامل للقرار 1559وتفكيك القدرات العسكرية لحزب الله.
واستبعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الأحد فيما يبدو اشتراك جنود ألمان ضمن قوة دولية تابعة للأمم المتحدة يحتمل إرسالها إلى منطقة الشرق الأوسط لحفظ السلام على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وقالت ميركل في حديث للقناة الثانية بالتلفزيون الالماني (زد. دي. إف) إنها ليست مع إرسال قوات ألمانية للمنطقة في الوقت الراهن.
ومع تواصل الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف آلة الحرب تواصلت فعاليات الحرب الدائرة في شكل تصاعدي مع انحسار لأنباء الحرب البرية عدا مواصلة إسرائيل حشد قواتها على الحدود، لكن عمليات القصف الجوي تواصلت بمعدلاتها العالية وشملت أمس لأول مرة قصف مدينة صيدا، ومدناً أخرى شملت صور، وميس الجبل المجاور للحدود، وبعلبك في شرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
وأدى القصف الإسرائيلي بجملته أمس الأحد ولليوم الثاني عشر على التوالي إلى مقتل أكثر من 11لبنانياً بينهم ثمانية مدنيين وجرح 56 آخرين بجروح ما يرفع إلى 361 حصيلة القتلى منذ الثاني عشر من الشهر الجاري.
وأعلنت الشرطة ان سبعة مدنيين قتلوا وأصيب 48 آخرون بجروح في منطقة صور جنوب لبنان التي تعرضت لنحو أربعين غارة جوية.
كما قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 15بجروح عندما أصاب صاروخ جو - أرض حافلة كانت ترافق قافلة يواكبها الصليب الأحمر اللبناني على طريق الطيري - صور حسب حصيلة جديدة للشرطة.
وفي ميس الجبل المجاورة للحدود قتل مدني وأصيب أربعة بجروح في قصف استهدف احد منازل البلدة كما قتل مدنيان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في قرية شيحين إثر إصابة منزلهما بصاروخ إسرائيلي.
وأصيب 12مدنيا بجروح في قصف جوي استهدف منازل في القليلة جنوب صور، كما أصيب 15مدنيا أيضا بينهم أربعة من المسعفين بجروح بينهم اثنان بجروح خطيرة في غارات استهدفت السيارات المارة على طرقات مدينة صور.
وكان القصف الإسرائيلي استهدف فجرا منطقة بعلبك شرق لبنان ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة سبعة آخرين كما تعرضت مدينة صيدا للقصف أيضا.
ودمرت الغارات بشكل كامل أو جزئي مصنعا للمنازل الجاهزة وثلاثة مشاغل في منطقة بعلبك.
كما استهدفت الغارات أيضا في منطقة بعلبك جسورا ومنازل في شمسطار والنبي شيت حيث أصيب منزل الوزير السابق فايز شكر المسؤول في حزب البعث ما أدى إلى إصابة والده بجروح خطيرة.
وفي صيدا أصيب أربعة مدنيين بجروح إثر قصف مصلى لحزب الله كان خاليا وهو الأول الذي يستهدف مدينة صيدا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي. كما دمر الطيران الإسرائيلي هوائيا للاتصالات الخلوية في منطقة جزين الجنوبية.
في المقابل أمطر حزب الله العديد من صواريخه مساء أمس على العديد من البلدات الإسرائيلية التي شملت حيفا وصفد وعكا شمال إسرائيل وكريات شمونة وكفر سولد وصفد مما أدى إلى سقوط قتيلين إسرائيليين في هذا القصف وإصابة خمسة آخرين بجروح.
في غضون ذلك واصل عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل النزوح وقالت صحيفة هآرتس أمس: إن مسؤولين إسرائيليين يقدرون ان ما بين ثلث ونصف شمال البلاد فروا منه هربا من الهجمات الصاروخية لحزب الله.وأعلن حزب الله ضمناً في بيان أمس الأحد سقوط بلدة مارون الراس اللبنانية الحدودية في أيدي الجيش الإسرائيلي بعد معارك عنيفة تواصلت أياماً عدة لكنه قلل من سيطرتها الكاملة على البلدة. كما أعلن مقتل ثلاثة من مقاتليه قضوا في معارك في بلدة مارون الراس، وتتمتع هذه البلدة بموقع استراتيجي لأنها ترتفع 900 متر عن سطح البحر وهي تشرف على قسم كبير من جنوب لبنان.
|