الأضواء تتسلَّط من جديد على رئيس وكالة المخابرات الفيدرالية الألمانية (أرنست أورلاو)
بوادر تحرُّكات (ألمانية - روسية) لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الثلاثة لدى حماس وحزب الله

* القدس المحتلة - غزة - برلين - رندة أحمد:
في الوقت الذي كشفت فيه مصادر صحافية ألمانية عن أنّ أجهزة المخابرات الألمانية والروسية، تسعيان حالياّ لاستثمار اتصالاتها بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الثلاثة المأسورين لدى المنظمتين في غزة ولبنان؛ في ذات الوقت صرح مندوب وزارة الخارجية الإسرائيلية في مقابلة بثها التلفزيون الألماني أنّ إسرائيل قد تحتاج مرة أخرى إلى خدمات المندوبين الذين كان لهم دور في صفقة تبادل الأسرى السابقة.
وقالت مصادر إسرائيلية: إن المدير العام لوزارة الخارجية، أهارون أفراموفيتش، توجّه إلى دول لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من أجل تقديم المساعدة في إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى الثلاثة، في لبنان وقطاع غزة. وفي المقابل، قال مندوب آخر لوزارة الخارجية الإسرائيلية، يغئال بلمور، في مقابلة بثها التلفزيون الألماني: (لقد لعب مندوبون من ألمانيا في السابق دوراً في إطلاق سراح أسرى، وفي بعض الحالات كان الحديث عن جنود .. والآن حان الوقت ليأخذ هؤلاء المندوبون دورهم مرة ثانية!). وجاء أن ألمانيا امتنعت حتى الآن عن التعليق على إمكانية موافقتها للعب دور الوسيط مرة أخرى.يشار إلى أن ألمانيا لعبت دوراً رئيسياً في المفاوضات مع حزب الله في أعقاب العملية التي نفذت على الحدود الشمالية من قبل وفي حينه، قام رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية، أرنست أورلاو، بلعب دور الوسيط، حيث تم الاتفاق على أن تستعيد إسرائيل جثث جنودها الثلاثة وكذلك (إلحنان تننباوم)، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى اللبنانيين، بضمنهم الشيخان (مصطفى الديراني وعبد الكريم عبيد).
ونقلت التقارير الإسرائيلية عن صحيفة (برلينر تسايتونغ الألمانية) (أن وزير الخارجية الألماني)، (فرانك وولتر شطاينماير) ينوي زيارة الشرق الأوسط في المستقبل القريب، وذلك وفقما أعلن الناطق بلسان الخارجية الألمانية، إلا أنه لم يتم تحديد الموعد، كما لم يتم تحديد الدول التي سيزورها.! وكذا نقلت التقارير الإسرائيلية أن جهاز الاستخبارات الألمانية يجري محاولات منذ أسابيع من أجل إنهاء الأزمة الحالية في المنطقة، وأنه يسعى لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الثلاثة من خلال اتصالات مع حماس وحزب الله.
وجاء أن هذا الدور الألماني يأتي بالتنسيق مع الاستخبارات الروسية، وذلك بعد أن تم اتخاذ قرار بهذا الشأن من قِبل وزيري خارجية البلدين، فرانك شطاينماير، وسيرجي لافروف.
وكان قد اتفق الوزيران على توسيع جهودهما المشتركة، بعد لقاء الوزيرين في التاسع والعشرين من حزيران - يونيو في موسكو، أربعة أيام بعد وقوع الجندي جلعاد شليط في الأسر على يد فصائل المقاومة الفلسطينية، وبعد لقائهما الثاني في الثاني عشر من تموز - يوليو، ساعات بعد وقوع الجنديين الإسرائيليين في أسر حزب الله اللبناني.
كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية، أرنست أورلاو، كان قد لعب دوراً كمنسق في الاتصالات التي أجرتها ألمانيا لعقد صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله، وفي حينه تم توكيل، (فرانك وولتر شطاينماير) بإجراء الاتصالات من قِبل الحكومة.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن التقرير الذي نشرته صحيفة (برلينر تسايتونغ الألمانية) نسب إلى مسئولين لم يكشف عن هويتهم - قولهم إن وكالة المخابرات الفيدرالية الألمانية تسعى بالاشتراك مع المخابرات الروسية من أجل تفعيل الاتصالات القائمة منذ أمد بعيد مع حماس وحزب الله من أجل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين.
ووصف التقرير رئيس وكالة المخابرات الفيدرالية الألمانية، أرنست أورلاو بأنه أحد المفاوضين الذين يتمتعون بخبرة تفاوضية مع حماس وحزب الله. وفي مقابلة مع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أجرتها قناة الجزيرة القطرية يوم الخميس (2-7-2006)؛ أكد أن حزب الله لن يسلم الجنديين الأسيرين إلاّ من خلال صفقة تبادل أسرى، وقال: لو جاء الكون كله فلن يستعيد الجنديين الأسيرين إلاّ عبر مفاوضات غير مباشرة لإجراء تبادل أسرى.