Monday 24th July,200612352العددالأثنين 28 ,جمادى الثانية 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"دوليات"

الصغار تركوا اللعب والكبار تحلّقوا حول النرجيلة والراديو الصغار تركوا اللعب والكبار تحلّقوا حول النرجيلة والراديو
حدائق بيروت تحتضن الهاربين من جحيم القصف

* بيروت - من: هويدا حمزة - (د. ب. أ):
تحوَّلت غالبية الحدائق العامة في العاصمة اللبنانية بيروت إلى مخيمات لمئات اللاجئين النازحين من الضواحي الجنوبية للمدينة بسبب القصف الإسرائيلي العنيف.
وقالت خديجة وهي لبنانية تسكن في حي (حارة حريك) الذي يعتبر جزءاً من المربع الأمني لحركة حزب الله الشيعية: (ابني مريض وليس لدي أموال لذا فالحديقة هي المكان الوحيد الذي أستطيع البقاء فيه).
وكانت إسرائيل قد بدأت قصفها الجوي البحري والبري للبنان يوم الأربعاء قبل الماضي الموافق 12 تموز - يوليو الحالي رداً على قيام حزب الله بخطف جنديين إسرائيليين في جنوب لبنان. وامتلأت حديقة (الصنائع) وسط بيروت بالعائلات التي لم تقصدها هذه المرة لقضاء بعض الوقت في الهواء الطلق نهاراً وإنما لقضاء الليل بعيداً عن القصف الذي يستهدف المناطق التي يعيشون فيها. وأقامت الأسر منازل صغيرة في أركان الحديقة، بل إن بعض تلك الأسر جلبت معها النرجيلة.
وقال شاب يدعى محمد علي (17 عاماً) من حارة حريك: (ماذا نفعل؟ إن النرجيلة تشغلنا وتصرف تفكيرنا عما نحن فيه من بؤس وشقاء).
وغطت الفرش والطاولات الصغيرة والمقاعد أرض الحديقة ولم يقبل الأطفال على الأراجيح وغيرها من الألعاب، بل آثروا البقاء إلى جانب آبائهم. وقالت أميرة فكيه وهي أم لثلاثة أطفال إن (أطفالي في حالة صدمة وهم لا يتحركون من جانبي). وانتشرت مشاهد لعب الأطفال في الحديقة بملابسهم الداخلية في حين عكفت أمهاتهم على غسل ملابسهم وتعليقها على فروع الأشجار.
أما الرجال فقد تجمعوا في حلقات يحتسون القهوة ويستمعون إلى الراديو لمتابعة آخر أخبار الهجوم الإسرائيلي على لبنان.
وقال أفراد أسرة كانوا يجلسون على مقعد تحت ظل الأشجار هرباً من حرارة الشمس إنهم خسروا كل ما يملكونه: (السيارات والمنزل).
وقالت أم أحمد والدموع تسيل على وجنتيها: إننا محطمون لم يبق لدينا شيء.. لقد دمر كل شيء.
واختلف رواد حديقة الصنائع من ممارسي رياضة العدو البطيء في الصباح إلى زوار جدد يحملون معهم قصصاً حزينة ومآسي.
وقال وسام أبو سليمان وهو متطوِّع يساعد على تأمين احتياجات اللاجئين لوكالة الأنباء الألمانية: هناك 250 شخصاً ينامون في الحديقة.. نريد أن نؤمِّن لهم مكاناً أفضل. وأضاف أنهم يحاولون نقل العائلات إلى المدارس لأن الحدائق العامة ليست مكاناً مناسباً لينام فيه كبار السن والأطفال.
وقال عرفات جمال وهو ممثِّل للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنه يخشى استمرار القتال لأن ذلك سيعني أن يواجه اللاجئون (وضعاً مأساوياً).
وأضاف أن المفوضية تحاول توزيع الضروريات على اللاجئين لكن الأعداد كبيرة، مشيراً إلى أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تخشى من ألا تتمكن من خدمة الجميع.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved