بالرياحين الطيبة والزهور الفوّاحة ،وشذا الكادي ، وعطر المزارع ، بهتان المطر ، بالغيمة الحالمة ، والصدور المنشرحة ، والخاطر المسرور 00 نرحب في باحة الخير والمحبة بمن زارنا وشرفنا ، بكل الحب والوفاء والمودة نستقبل من طاف بلاده شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، ولم ينس ( الباحة ) ، بأعذب الكلمات ، وأرق المشاعر ، نستقبل من تجشم عناء السفر ، ومتاعب الطريق ، في هذا اليوم الذي فيه رفرفت أعلام السعادة ، وغردت فيه عصافير الحقول على شجر الرمان واللوز ، فرحا بالضيف الكبير وصحبه الكرام ، في هذا اليوم 00 عيد سعيد 00 وصفحة من صفحات التاريخ ، تكتب بماء الذهب بمقدم الزائر المحب لشعبه 00 يا زائرنا : حللت أهلا ووطئت سهلا 00 يا زائرنا : من أين أبدأ إعجابي بك ؟ هل أبدأ بهمتك العالية وأنت تطوف بلادنا الغالية مصافحا ومسلما ومستمعا لأبنائك ومواطنيك ؟ أم أبدأ من صفات النبل والإنسانية والتواضع والكرم والسخاء ؟ أم أبدأ من العطف والحنان والعطاء ؟ 00 مسحت دمعة اليتيم 00 ووقفت بجانب الأرملة 00 أنصت للكبير وشكوى الضعيف 00 شجعت المجتهد وربت على كتفه 00 شيدت الجامعات 00 وبنيت المعاهد والكليات 00 وطورت الصناعة 00 وزودت دخول مواطنيك 00 وهنا أقف إجلالا لدمعة الرحمة والشفقة عندما سالت من عينيك الكريمتين لأطفال شهداء الواجب 00 يا لها من رحلة عظيمة قطعت خلالها الصحاري والوهاد ، ووقفت مع شعبك في الحاضر والباد ، إنها رحلة سيسجلها التاريخ بافتخار ، وينقلها للأجيال القادمة ليقرؤوا فيها العبر ، ويستخرجوا منها الحكمة 00إلى هنا اسمح لي أيها القارئ العزيز أن أبوح بما في صدري ، وأحدثك عمن أتكلم وأسطر الكلمات من أجله إنه : خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - الذي أدخل السرور على شعبه ، ومنحهم حبه وعطاءه ، خادم الحرمين الشريفين الذي وصل الحاضر الزاهر بالماضي المجيد ، وعزز الركائز العظيمة التي وضعها موحد الجزيرة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - عندما قال في المؤتمر الإسلامي الذي عقد بمكة المكرمة عام 1344هـ : ( وإننا نعود في كل شيء لأحكام القرآن الكريم ، والسنة المطهرة ) وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يسير على خطى والده الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ويقول في أول عهده الزاهر : وإن دستوري القرآن الكريم والسنة النبوية ، فلله الحمد والمنة ، بأن جعلنا نعيش في روضة الإسلام ، وعقيدة التوحيد الصافية النقية ، ونستظل بظلال تعاليم شريعتنا الغراء ، ونتفيأ بتعاليمها الوارفة 0
عبدالرحمن علي حمياني |