* متابعة - صالح الفالح:
بارك عدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- بمناسبة حلول الذكرى الأولى لمبايعته وتوليه مقاليد الحكم في البلاد.
واعتبروا في أحاديث ل(الجزيرة) هذه الذكرى بأنها مناسبة كبرى ومتميزة في مسيرة هذه البلاد المباركة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، وعددوا الأعمال الإنسانية الجليلة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين تجاه شعبه وأبناء الأمة العربية والإسلامية في تقديم يد العون والمساعدة لهم.
وأشادوا بالدور الإيجابي له تجاه تعزيز مسيرة العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين الدول العربية الإسلامية والصديقة، وفيما يلي نص أحاديث السفراء..
****
السفير المصري:
بداية قال سفير مصر لدى المملكة محمد عبدالحميد قاسم ان الذكرى السنوية الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الحكم في المملكة العربية السعودية خلفاً لأخيه الراحل المغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود هي مناسبة مهمة مضيفاً وقد كان لما عرف به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من حميد الصفات وكريم السمات ما أهله بحق لتولي زمام الأمور في بلد من أكبر بلدان العالمين العربي والإسلامي في مرحلة دقيقة تتابعت فيها الخطوب والتحديات الجسام أمام هذه المسيرة المباركة على المستويات كافة: محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وزاد وإذا تلمسنا مناقب خادم الحرمين الشريفين تبرز لنا صفة كان لها التجلي الظاهرعلى ما عداها من صفات، ومن ثم أسبغت أثرها على سائر أفكاره وأعماله، ألا وهي تقوى الله تعالى والتمسك بأهداب الدين وقال السفير المصري في حديث (للجزيرة) وإذا تتبعنا تجليات هذه الخصلة الحميدة في سياسات خادم الحرمين الشريفين على المستويات كافة فسنرصدها في غير موضع، فعلى المستوى الداخلي كان لإدراك خادم الحرمين الشريفين جسامة التبعات الملقاة على عاتق ولي الأمر من العدل وحسن السياسة والذود عن الجماعة والاهتمام بأمر الرعية ما حدا بخادم الحرمين الشريفين إلى السعي لوضعها موضع التطبيق، فكان أن رفع الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ مقدمه لواء العدل والتسامح إعمالاً للقاعدة الذهبية أن المسلمين سواسية كأسنان المشط، وأرسى دعائم الحوار الداخلي بين فئات المجتمع السعودي بهدف تعضيده ودعم تماسكه، وطالما شدد في خطبه وكلماته على الالتزام بالجماعة وطاعة الإمام في المعروف، كما كانت زياراته لأرجاء المملكة الشاسعة من أجل تفقد أحوال الرعية مظهراً بيناً من مظاهر رعايته لأبناء الوطن والسعي الدؤوب من أجل رفع مستوى معيشتهم والتخفيف من معاناة ذوي الحاجة.
أما فيما يتعلق بغمة الإرهاب التي ألمت بالأمة بأسرها فبالتوازي مع الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة السعودية برئاسة خادم الحرمين الشريفين لاجتثاث مصادر هذا الخطر الداهم من منبتها، لم يفت الملك عبدالله بن عبدالعزيز المناسبات لتوجيه النداءات المتكررة لمن ضلوا السبيل من أبناء الوطن للعودة إلى جماعة المسلمين ولزوم سبيل الحق ونبذ الفتنة وأسباب الفرقة.
وأكد أن للمملكة وعلى الصعيد العربي الإسلامي دورها البارز على مر العقود، وهو الدور الذي لقي كل الدعم والتأييد من لدن خادم الحرمين الشريفين لما عرف عنه من حس عربي خالص وانتماء إسلامي صادق، إذ لم تأل المملكة جهداً في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية التي تعد قضية الأمة العربية الإسلامية المحورية، فلم تزل تقدم الحكومة السعودية الدعم المالي الضروري لتوفير الاحتياجات الحيوية للشعب الفلسطيني الذي يلاقي صنوف الويلات يومياً تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، وعلى المستوى السياسي تنسب لخادم الحرمين الشريفين مبادرة السلام التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002 والتي هدفت إلى تحقيق السلام العادل الشامل في الشرق الأوسط والحفاظ على الحقوق العربية الثابتة، وسعياً لاحتواء تداعيات أزمة العراق العربي أكدت الحكومة السعودية برئاسة خادم الحرمين الشريفين دوماً موقفها الثابت في هذا الشأن المتمثل في ضرورة الحفاظ على العراق العربي موحداً مستقراً ودعوة الأشقاء العراقيين إلى نبذ الخلافات التي تعرقل حصول العراق على استقلاله.
وتابع بقوله وفي محيط العالم الإسلامي الرحب كان للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الإسهامات البارزة التي تهدف إلى تعزيز أواصر الأخوة الإسلامية بين أبناء هذه الأمة التي تنازعتها الخلافات وأنهكتها الأزمات، وذلك لإدراك القيادة عظم التبعات الملقاة على عاتق هذه البلاد التي تحتضن الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وتطبيقاً لذلك دعا خادم الحرمين الشريفين إلى عقد القمة الإسلامية الاستثنائية التي التأمت في مكة المكرمة في شهر ديسمبر 2005 بمشاركة لفيف من ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية الذين كان بينهم الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية.
مؤكداً أنه وعلى الصعيد العالمي سعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى استثمار الإمكانات الاقتصادية الاستراتيجية التي حظيت بها المملكة من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي في سوق النفط بصفة خاصة إدراكاً من القيادة السعودية لما يمثله هذا المصدر الحيوي من مصدر الطاقة من عامل رئيس لتحريك عجلة الاقتصاد العالمي وإدارة عملية التنمية الشاملة خاصة في البلدان النامية.
وأردف قائلاً: أما فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية المصرية السعودية، فلم يزل التنسيق قائماً بين البلدين الشقيقين في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك لخدمة شعبيهما وسائر شعوب الأمة العربية باعتبار ماللدولتين من مكانة سامية في طليعة بلدان الأمة جعلتهما ركيزة لأي تحرك عربي جامع، وقد تأكد هذا النهج في ظل قيادة السيد الرئيس محمد حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اللذين أسهمت العلاقات الوطيدة بينهما في توثيق أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين وإضفاء طابع متميز عليها يتيح لها النهوض والارتقاء إلى آفاق رحبة من التعاون والبناء المثمر.
وزاد وقدهيأ هذا المنطلق المهم أساساً راسخاً للتحرك المصري السعودي المتكامل في شأن ما يتعلق بقضايا الأمة الملحة وعلى رأسها قضايا فلسطين والعراق ولبنان، وهو التحرك الذي تحكمه وجهات نظر ورؤى متوافقة تصل إلى حد التطابق، الأمر الذي من شأنه أن ييسر لهذا التحرك تحقيق الأثر الإيجابي المرجو لجهة توفير الدعم والزخم اللذين لا يمكن إنكارهما لهذه القضايا في مختلف المحافل الإقليمية والدولية على النحو الذي يسهم في الدفاع عن مصالح الأمة واسترداد حقوقها السليبة.
ولفت إلى أن أي مراقب محايد لايملك أن يقلل من شأن ما تحقق من إنجازات في المملكة العربية السعودية منذ أن تحمل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعباء مسؤولية قيادة هذه الدولة الكبيرة خلفاً لأخيه الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - موضحاً بأنها إنجازات تعد بمثابة لبنات لمشروع نهضة شاملة في هذه البلاد المباركة.
سفير إيران
من جانبه رفع سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى المملكة حسين صادقي أسمى آيات التهاني وأحر التبريكات للمملكة.. حكومة وشعباً بهذه المناسبة السعيدة راجين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دوام الصحة والسعادة وللمملكة العربية السعودية الشقيقة مزيداً من التقدم والازدهار واعتبر في حديث (للجزيرة) مرور عام واحد على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم وقيادة المملكة مناسبة كبرى ومتميزة في مسيرة هذه البلاد، حيث كانت رائدة في إنجازاتها ومليئة بالعطاء على الأصعدة كافة المحلية والإقليمية والدولية منوهاً بإسهامات خادم الحرمين ودوره البارز في إرساء دعائم العمل السياسي العربي والإسلامي المعاصر وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله الذي اتسم بصدق المعالجة وبعد النظر المنطلق من مبادئ التعاون والأخوة الإسلامية.
وأكد أنه على الصعيد المحلي ساهمت مبادرة الإصلاح التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبان توليه ولاية العهد في العمل على تنمية وتشجيع مؤسسات المجتتمع المدني بالمملكة والنهوض بنشر ثقافة التسامح والحوار بين مختلف فئات الشعب، مع ترسيخ الحقوق العامة للمواطنين، وأضاف وعلى صعيد السياسة الخارجية حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توليه ولاية العهد على اتخاذ المواقف الايجابية التي تستهدف دعم السلام العالمي ورخاء العالم أجمع ورفاهية الإنسان في جميع أنحاء العالم وأكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد تمكن منذ ذلك الحين بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً وصار للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي، وحافظت على نهجها القائم على سياسة الاعتدال والاتزان وبعد النظر على الصعيد الخارجي الذي يهدف لخدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم على أسس العلاقات الدولية الرعية والمعمول بها بين دول العالم كافة.
ونوه السفير الإيراني بدور الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإسهاماته الإيجابية لتطوير العلاقات القائمة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية منذ أن كان ولياً للعهد، وما ترتب عنه من نتائج طيبة في توطيد العلاقات القائمة بين دول المنطقة وشجع على تعزيز التعاون الإيجابي بين المملكة وإيران، مشيراً إلى أن دوره الحكيم يحظى بتقدير عالٍ من دول المنطقة ولا أشك في أن لديه عزيمة راسخة وموثوقة لمواصلة هذا الدرب والحفاظ على إنجازات السنوات الأخيرة، مؤكداً أنه قد أثبتت التجربة أنه في ظل التفاهم والتعاون استتباب الهدوء في المنطقة يمكن السير بشكل أفضل نحو حل مشاكلها.
سفير اليمن
من جهته زف سفير اليمن لدى المملكة محمد بن علي محسن الأحول صادق التهاني والتبريكات باسمه وباسم الطاقم الدبلوماسي وكافة العاملين في سفارة الجمهورية اليمنية وكل مقيم داخل المملكة من أبناء اليمن إلى الشعب السعودي الكريم بمناسبة البيعة الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقال في حديث ل(الجزيرة): إن الملك ذو القلب الكبير والنظرة الثاقبة والرأي السديد وهذه الخصال الرائعة التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين جعلته يدشن فترة حكمه بالتسامح تجاه الضالين المعتبرين من أخطائهم، فأدرك بنظرته الثاقبة أن هذه الفترة الراهنة ربما تكون قد لعبت دوراً للعبرة واستيعاب الدرس في عدم تكرار ما يضر بمصالح الوطن والمواطنين فأمر بالعفو الملكي وهي مكرمة إطلاق سراح السجناء سواء من أبناء هذا البلد الكريم أو من المقيمين من مختلف الجنسيات التي أسعدت قلوب أبناء وبنات وأسر المسجونين الذين تم إطلاق سراحهم تنفيذاً للمكرمة الملكية، وأكد أن هذا النهج التسامحي الذي سار عليه خادم الحرمين الشريفين هو النهج الراسخ الذي يعتمد على الشريعة الإسلامية السمحة بحكم هذا البلد في حب عمل الخير والعفو عند المقدرة مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ينظر بعين الرحمة والعطف إلى كافة أبناء المملكة في مختلف مناطقها باعتبارهم جميعاً ودون استثناء أبناءه وإخوانه فيتلمس حاجتهم ويقضي حوائجهم ويطالب كل ميسور بتقديم العون ومد يد المساعدة للمحتاجين والفقراء، وكملك يرعى كل أبناء شعبه فإنه يقوم بزيارتهم في أحيائهم للاطلاع على أوضاعهم بنفسه، وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لا تدخر جهداً في بذل كل ما بوسعها لخدمة مواطنيها وتوفير كل ما يحتاج إليه المواطن السعودي من مستشفيات ومدارس وطرقات معبدة بأفضل الوسائل، وكل الخدمات الضرورية التي يحتاج إليها المواطن في حياته اليومية، وبارك للشعب السعودي الكريم بمناسبة حلول الذكرى الأولى لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يحظى بتقدير الجميع ويحتل مكانة كبيرة في قلوب كل من يعرفه ويقترب منه مهنئاً الشعب السعودي بهذا القائد الحكيم الذي وهبه الله قلباً رحيماً حنوناً جعله يضع نصب عينيه في كل مواقفه وأفكاره راحة وسلامة وأمن الوطن والمواطنين.
وأشار إلى أن السياسة الرشيدة التي تتبعها حكومة خادم الحرمين الشريفين في القضايا الإقليمية والعربية والدولية هي محط أنظار العالم أجمع وإعجابهم وهي السياسة التي أكسبت المملكة سمعة عالمية في اتزانها وتحقيق المصالح العليا للدولة السعودية عبر العلاقات مع مختلف دول العالم بشكل متوازن جعلتها تكتسب احترام الجميع وتقديرهم موضحاً بأنها تنطلق من أسس ومعايير متزنة أساسها ومنطلقاتها تحقيق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة تربطها بالمملكة علاقات ودية وزاد كما ان يد خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - تمتد إلى مشارق الأرض ومغاربها لتقديم الدعم والمساندة سواء كان دعماً سياسياً أو مادياً أو معنوياً للوقوف في مساندة القضايا الإسلامية على كافة الأصعدة في المحافل الإقليمية والعربية والدولية مؤكداً أن هذا نابع من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على مصالح الأمتين العربية والإسلامية باعتبار هذا البلد أرض الحرمين الشريفين وبه قبلة المسلمين التي يتوجهون إليها من مشارق الأرض ومغاربها، ويلهج كل حاج وكل مسلم بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة للجهود التي بذلتها لتسهيل أمور ضيوف الرحمن مبيناً أن هذا غيض من فيض مما تقدمه الحكومة السعودية للمسلمين في شتى بقاع العالم، ودعا السفير اليمني المولى سبحانه وتعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة في كل ما من شأنه إعلاء راية الإسلام والمسلمين.
|