|
انت في |
| ||
الكاتب المعروف الأخ الكريم رضا محمد لاري، من الموفَّقين في تحليلاتهم القيّمة للأوضاع السياسية التي تمرُّ بها أمتنا, وهي الأوضاع التي يسهم في تدهورها فقدان إرادة من داخل هذه الأمة، وبخاصة أكثر من ابتليت بقيادتهم لها، وتسلُّط جبروت يملي أوامره من بيته الأبيض، الذي يتطلَّع البعض إليه خشعاً أبصارهم ترهقهم ذلَّة.
وأما قول الأخ رضا: إن أمريكا بمواقفها المؤيِّدة لإسرائيل تصبح دولة إرهابية، وليست تحارب الإرهاب فقول حق، لكن المتأمل في تاريخ قادة أمريكا قديماً وحديثاً يجد أن النادر منهم لم يكونوا إرهابيين، ولذلك فما قام به زعماؤها الحاليون استمرار موقف وليس تبدُّل موقف، وأما زعمهم بأنهم يحاربون الإرهاب فلا أظن منصفاً يصدقهم في هذا الزعم. وتبقى مسألة مهمة ذكرها الأخ رضا، وهي أن استمرار أمريكا بدعم إسرائيل سيحوّلها من حكم إلى طرف في الحرب، وسوف يخلخل مصالحها الحيوية في إقليم الشرق الأوسط، أما كونها طرفاً في الحرب بين الصهاينة والعرب المعتدى عليهم، فهذا ما ثبت منذ زمن ولا يحتاج إلى أدلَّة وإن كان في فترات أقلَّ بشاعة منه في فتراتٍ أخرى، وأما كونها حكماً فلم يتصوّره عاقل، وإنما لجأ إليه من ضربت عليهم الذلّة والمسكنة حتى يقولوه، وكان كاتب هذه السطور قد عبَّر عن ذلك مناشداً زعماء أمته بقوله:
صنوان قادة أمريكا - وإن جحدوا - وطغمة لبني صهيون تنتسب وأما خلخلة مصالح أمريكا في منطقتنا العربية فإن التاريخ - مشفوعاً بالواقع - يفيدنا أن مواقف تلك الدولة العدائية ضد أمتنا لم تزد تلك المصالح - مع الأسف الشديد- إلا رسوخاً وعمقاً. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |