Tuesday 11th July,200612339العددالثلاثاء 15 ,جمادى الثانية 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مدارات شعبية"

قراءة في ديوان بقايا شوق قراءة في ديوان بقايا شوق
راحل تجشم عنا الرحيل حين ذاب الحنين في داخله

كنت أتشرف، وأتشوق دائماً لقراءة عبارات الإهداء التي كتبها لي، قبل أن أبدأ بقراءة الديوان، بل وأحرص على ذلك في كل مرة من المرات الكثيرة التي أهيم مع عبدالله العليوي حين أريد أن ..
أخرج من دائرة صاخبة، أو ضجيج ٍ مزعج،
لك أن تنمي مستوى الذوق الوجداني حين ترحل مع العليوي، ولك أيضاً أن تجعل ما في داخلك يسمو، ولك بالتأكيد أن تتعلم، تتعلم كيف تصبر، وكيف تشعر، كل هذا تجده وأكثر، حين ترحل مع العليوي،
حياةً أو شعراً أو ذوقاً أو إبداعاً أو متعة أو كل ما يخطر على بالك من معاني الإنسانية الراقية،
مع العليوي أنت في رحلة استجمام مثيرة للقلب وللروح وللمشاعر، تحمل هذه الأشياء معك، ثم تذهب بعيداً، وهناك .. لا شك بأنك ستجد نفسك في عالم أنت وحدك من يقطنه، أو هكذا كنت دائماً أتصور!
***
قصيدة .. مواري حزن!!


تذكرتك وقلبي مسرف الخطوة يبي فرقاك
وفي نفسي بقايا من جروح العام مدفونة
تذكرتك وفي عيني مواري حزن من ذكراك
تلفت يمك الخافق وجاك خطاه مجنونة
وجيتك ثاير العبرة أحبك من يقول انساك
غيابك نار من يقوى يشيل النار بعيونه
هلا بايامك السوداء هلا بالحزن في دنياك
رضى قلبي بتعذيبك أبد ما يطلب العونة
متى تفرح بك ايامي متى وشلون كيف القاك
متى هالليل في شمسك يغيب ويختلف لونه
تعبت من التعب وينك تعال ومد لي يمناك
حياتي لا خلت من شوفتك ماهيب مضمونة
كان العليوي بحق مدرسة بكل تفاصيله العذبة

واستمتعوا بهذا البيت من القصيدة:


وجيتك ثاير العبرة أحبك من يقول انساك
غيابك نار من يقوى يشيل النار بعيونه

***
ومن أجمل وأروع ما كتب العليوي:


.. قصيدة .. شفتك مع اللي صار ..
شفتك مع اللي صار عقبي حبيبك
واحتارت العبرة بعيني وصديت
ما ادري هي الصدفة لدربي تجيبك
ما ادري أنا اللي في دروبك تحريت
ملكتني واقفيت ربي حسيبك
ما تعرف الرحمة بقلب توليت
يا قلب جرحك سبته من طبيبك
يا قلب ليتك بالوفا ما تماديت
من حبنا كل السعادة نصيبك
يا فاقد الاحساس عني تخليت
وش فايدة لو قلت عني حبيبك
وانت بحياتك يوم ما اظن حبيت

الله يا عبدالله
كيف يمكن للمرء أن يزلزل حقول الوصف،
لفكرة كالاحتراق،
فوق أتون الغدر،
حد البكاء ؛
بل والبكاء وحده لا يكفي،
ولا يفي!


ما ادري هي الصدفة لدربي تجيبك
ما ادري أنا اللي في دروبك تحريت

لم يكن للصدفة عنوان هنا، بل هي القلوب الحرى، والنفوس التي ألجمتها غصة بكاءٍ تتردد في الهطول كحرقة الملح .. من سماء العيون الحزينة؛
دعنا نبكي يا عبدالله فأنت هنا سيد البكاء ولا ريب!!
***
قصيدة .. ذكرتني حبك!!


ذكرتني حبك وانا اقول ناسيه
جرحت جرحك يوم قرب يطيبي
في شوفتك شديت قلبي لماضيه
يوم انت عني ساعة ٍٍ ما تغيبي
يا اللي تلوم القلب بفراق غاليه
ليتك بدنيا الحب تاخذ نصيبي
لا لوم عليك يا سيدي ولا تثريب،
بل اللوم على من يلومك!!

وفي آخر بيت من القصيدة استعطاف ينادي العالم بأسره:


بيديه قلبي يا عرب كيف أخليه
من حبه الظالم تعذر طبيبي

***
.. ومن قصيدة .. خلاص لا ترجع ..


خلاص لا ترجع ترانا سلينا
ماكنت أصدق يوم اني أبنساك
في بعدكم يا ما عليكم بكينا
واليوم ما تطري على البال طرياك
وانا ادري انك رغم صدك تبينا
لاشك ناس ٍ ضدنا تقصر خطاك
خل الذي غير حنانك علينا
يعطيك من قلبه ربع ما عطيناك

من الذي لم يعد ؟!
أنت يا سيدي .. لكن نبضك الآسر ما يزال يركض رائعاً في حقول تستفيق أبدا!!.
***


ومن قصيدة .. بيدي رميت القلب!!
بيدي رميت القلب في وسط نارك
واقفيت يا ظالم وأنا فيك مفتون
إنهد حيلي في عذاب انتظارك
.واخفيت جرحي مابي الناس يدرون
أرمي سلاحي واعترف بانتصارك
..أبكيت من يضحك على اللي يحبون

وهنا أيضاً يا عبدالله كنت أراهن عليك كباذخ ٍ في دنيا الإبداع، وعلى سمو مشاعرك، حتى وأنت تتحول إلى ذكرى تغفو، وتصحو مراراً برونقها الفاتن فوق قامة الماضي الجميل!
***


أنا غريق بالهوى هات يمناك ..
في زحمة أمواجك تعذر مسيري

ونحن أيضاً تعذر علينا أن نقرأك جيداً إلا بعد أن رحلت، وهكذا نفعل مع الأشياء الجميلة التي ترتسم في داخلنا، لكننا لا نراها جيداً إلا حين تكون بعيدة جداً، بحجم الدنيا.
***


يشدني حبك ويبعدني الخوف
ضيعت في رجوى حنانك زماني
حاولت اصور ما خفى عنك بحروف
لقيت حبك فوق كل المعاني

هكذا!!!!
من ذا يستطيع يا عبدالله أن يتمادى في تصوير حنينه! أو أن يرسم أنشودة للقمر، كما فعلت أنت
***


ياللي نسيت الحب مثلك نسيناه ..
جرحي يهون ولا مذلة خضوعي

وهنا عزة نفس تتطاول أعلى من قامة الحب، مهما كان مداه ..
***


وهنا بوح آخر للحب ..
وما أروع هذا النقش فوق كف الليل.
ياللي علينا تشتكي طول ليلك
ياما سهرنا ماشكينا لك الليل
ياما تحملنا عذابك وميلك
وياما زرعنا مارجينا محاصيل
دامك تقول إن الجفاء هد حيلك
هذا الجفاء ياللي تظنه تعاليل
منول أنت الروح منهو بديلك
عن هالخطايا كنت أشبهك بسهيل
من يوم شفت العين ضاقت بشيلك
عذرتها شافت من أيامك الويل
لا عاد من حبٍ ولا عاد من ليل

***


ومن آخر ما كتب العليوي رحمه الله
قصيدة .. بين الرجا والياس ..
ما جيت دربك راضي ٍ باختياري
لك خطوتي تنقاد لا عني ابطيت
أبعد عن اللي لك يجيبون طاري
وان زارني طيفك لزولك تمنيت
لا نتب بعيد ولا طفت منك ناري
فيك الأمل لا هو بحي ٍ ولا ميت
تخطي واقدم عن خطاك اعتذاري
حتى خطاك أنساه ما كنك اخطيت
بين الرجا والياس طال انتظاري
والياس رحمة يا شقا من توليت
أعلنت بالفرقا عليك انتصاري
بالقلب اشوفك مثل غيرك تساويت

***
ألم أقل لكم أنني وغيري كثيرون .. كنا وما نزال نتعلم!
***
وهناك الكثير لدى العليوي كشاعر متميز، وما أوردته هنا ليس سوى
جهد متواضع لا يرتقي لما قدمه الأخ الشاعر الفذ عبدالله العليوي رحمه الله خلال مسيرة حياتية مليئة بالمعاناة، ترجمها كشدو جميل، ما تزال ذاكرة الزمن تحتفظ به،
وكذا القلوب التي كانت تركن للهدوء والصمت احتراماً لصدق تلك المشاعر التي كان منبعها ذلك القلب الكبير، وذلك الإحساس المرهف، وتلك النفس السامية، الصادقة، العذبة ..
وإن كنت أتمنى أن يمارس الوفاء بصدق مع أمثال العليوي، وخاصة من قبل مجتمعه، ولعل مؤسسة ثقافية كمركز بن صالح الثقافي في محافظة عنيزة تقوم بهذا الدور المنتظر، بالصورة المناسبة والتي تليق بأمثاله .
رحم الله عبدالله العليوي وأسكنه فسيح جناته
فهد الصالح الفاضل
ص ب 979 - عنيزة 51911

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved