أضاف القيصر الألماني فرانتس بكنباور انجازاً رائعاً لمسيرته الاحترافية كلاعب ومدرب بنجاحه في رهان استضافة نهائيات النسخة الثامنة عشرة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها بلاده منذ التاسع من حزيران - يوينو الماضي إلى التاسع من تموز - يوليو الحالي.
وطوى بكنباور (60 عاماً)، رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2006 ، أمس الأحد صفحة خالدة من حياته بدأها قبل 10 أعوام عندما بدأ حملة ترشيح ألمانيا لاستضافة العرس العالمي، فكان مقنعاً على جميع المستويات سواء قبل الاختيار أو بعده أو حتى اثناء الاستضافة.
وفرض بكنباور نفسه صانعاً لإنجازات الكرة الألمانية، فبدأها بتتويجه بطلا للعالم كلاعب عام 1974، مروراً بتتويجه باللقب ذاته كمدرب عام 1990 وختمها امس الأول الأحد بوسام الاستضافة وتقديم الوجه المشرف لألمانيا.
وسيدخل بكنباور اعتباراً من اليوم في عطلة بيْد انه قال مبتسما (لكن روزنامتي مليئة مسبقاً حتى عام 2010). وخلال المونديال، كان بكنباور حاضرا في المنصات الرئيسية للملاعب التي استضافت المباريات وحضر بفضل طائرة مروحية 46 من أصل 64 مباراة، وكان في كل مرة يصافح الجميع من مسؤولين ولاعبين وكبار الشخصيات والمدعوين والسياسيين.
ورغم الالتزامات الكثيرة التي كانت تربطه بكل ما يتعلق بالتنظيم، فإن (ليبيرو) المنتخب الألماني في الستينات والسبعينات كان يجد الوقت أحياناً للقيام ببعض التحاليل الكروية لشبكة التلفزيون الألماني (زد دي اف) الذي يعتبر احد مستشاريها، وبعض الكتابات لصحيفة (بيلد) الأكثر شعبية في المانيا، من دون نسيان انه تزوج في 23 حزيران - يونيو الماضي بصديقته وام طفليه التي يعرفها منذ عام 1999. وحرص بكنباور على اقامة حفل زفافه في سرية تامة في صالة لحفلات الزفاف في أورندورف بالقرب من المحطة الرياضية النمسوية للرياضات الشتوية في كيتسبويل، وقال في هذا الصدد (كنا نريد ان يتم ذلك في سرية، ولم يكن ذلك ممكناً إلا في المونديال). وتابع مازحاً (لم تكن هناك انارة في صالة الزفاف بالبلدية).
وعلى رغم ان بكنباور ومن دون اي شك هو الألماني الأكثر شهرة في العالم وهو (الوجه المشرق) الذي تستغله شبكة الهاتف المحمول الألمانية وشركة خاصة للكهرباء أو حتى شركة البريد لدعاياتها، فإنه يبقى محافظا على تراثه البافاري.
ويقول في هذا الصدد (أتكلم الألمانية والبافارية بيْد ان لغتي الإنكليزية ليست جيدة).
وترعرع بكنباور في أحد الأحياء الشعبية في مدينة ميونيخ وبات مشهوراً عند قيادته الفريق البافاري إلى اللقب المحلي 4 مرات اعوام 1969 و1972 و1973 و1974، وكأس المانيا الغربية اربع مرات ايضا اعوام 1966 و1967 و1969 و1971، وكأس أوروبا للأندية البطلة (دوري ابطال أوروبا حالياً) أعوام 1974 و1975 و1976.
ولأنه بكنباور، فإن مواطنيه ومدرب المنتخب الألماني يورغن كلينسمان لم يغضبوا منه عندما كان ينتقد دائماً الأخير قبل انطلاق المونديال الحالي وقال بكنباور، الذي يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم والذي تعتبر كلمته مسموعة واراؤه مؤثرة في المانيا، بعدما نجح كلينسمان في قيادة (المانشافت) إلى دور الأربعة (المانيا بحاجة إلى كلينسمان).
وعلى الأرجح سيخوض بكنباور رهانا جديدا بعد المونديال وهو الترشح إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في حال استقالة الرئيس الحالي السويدي لينارت يوهانسون بعدما استبعد امكانية ترشيحه لرئاسة (الفيفا) خلفاً للسويسري جوزيف بلاتر.
واكد بكنباور انه ليس مهتما بترشيح نفسه لرئاسة (الفيفا) في المستقبل، رداً على حديث لبلاتر لإحدى الصحف الألمانية عندما قال (بكنباور لا يريد ولا يمكن ان يكون رئيساً للفيفا). وقال بكنباور (في المبدأ، فهو (بلاتر) محق، فأنا لا أملك الوقت الكافي للقيام بمهام رئيس (الفيفا)، كما ان ضرورة اتقان اكثر من لغة يمثل مشكلة بالنسبة إلى).
لكن بكنباور ابدى اهتمامه برئاسة الاتحاد الأوروبي .. مشيراً إلى أنه سيتابع باهتمام قرار يوهانسون بشان ترشيح نفسه لولاية جديدة والمقرر خلال الأسابيع القليلة المقبلة وأوضح (سأكون مهتما برئاسة الاتحاد الأوروبي في حال قرر يوهانسون عدم ترشيح نفسه لولاية جديدة، وكل الأمر متعلق بقراره، لننتظر حتى يتخذ قراره بهذا الشأن).
|