(الرياض).... حيث الحقيقة باهظة الوضوح... وحيث الضوء لا غبار عليه... بسطوع ينفذ إلى أعماقنا... وبشفافية مفرطة نرتشفه.... فنستسيغه بحبٍّ يملأ وعينا.... ننشطر فيها كذرّات متناثرة في كلِّ زاوية لنتلمس... التراث... التاريخ... الأمل... وجميعها مفردات ربما يظنُّ البعض.... أنّها مجرّد أبجديات تنتهي بطي صفحة المقال أو النص... وهو ظنٌّ ليس إثماً - دائماً - في غير هذا الموقع... لكنه والحديث عن (الرياض) أو رجالها... يختلف... يتحوّل الحديث من مجرَّد نص صوتي أو نثري.... إلى عالم ملموس محسوس ينبض في كلِّ حرف وكلِّ زاوية... هذه هي مدينتنا... التي ننصهر إيماناً بأهميتها ومدى ما تمرُّ به من تطوُّر في كافة المجالات.... لقد شرفت قبل عدّة أيام بالالتقاء وفي زيارة خاصة بمعالي أمينها.... الأمير الدكتور عبدالعزيز العياف... الذي يأسرك بوعيه وتلمسه لما تود أن تطرحه من موضوعات... وإحساسه المرتفع تجاه (الرياض) ومشاكلها.... ومدى حلمه ومن معه في الوصول بها إلى مصاف أكبر المدن العالمية... لم أكن مندهشاً لإحساسه... قدر اندهاشي بالاطلاع على آلية العمل أو منظومة النشاط التي تدبُّ في أرجاء هذه المدينة... التي يقال عنها في الخارج.... ويتلمّسها قاطنوها وزوّارها.... أنّها تضاهي أكبر مدن العالم من حيث المساحة ونوعية وأسلوب تقديم الخدمة... ولأنّ الكتابة عن هذه المدينة التي تتجاوز في نفسي حدود العشق... يكون بالنسبة لي أمراً ليس سهلاً... لصعوبة العثور على أبجديات تعبِّر عن مدى إحساسك.... بهذه الجغرافية (القلب) في الجسد السعودي.... أو الجغرافية (الترمومتر).... ففي شوارعها وطرقاتها وأناسها البسطاء... تستطيع أن تستشف وتقرأ أيّ قرار سياسي أو اقتصادي يُتَّخذ من قِبل حكومتنا الرشيدة... إنّني وإن كنت بحكم عملي بعيداً عنها (جغرافياً)... إلاّ أنّني أصر بين فترة وأخرى على زيارتها وتنفُّس هوائها... وما أثار دهشتي في لقائي الأخير بمعالي أمينها... هو ما سمعته منه عن أنّ المنظومة التي تدير هذه المدينة الضخمة تنطلق يومياً وبشكل دقيق ومنظم من أميرها (سلمان بن عبدالعزيز).... هذا الرجل الذي يشغل بياضاً شاسعاً في نفوسنا كسعوديين... فقد أخبرني الدكتور (العياف) حينما سألته عن حجم الجهد المبذول والملموس لجعل (الرياض) واجهة تليق بمكانة المملكة في المحافل المحلية والدولية... فأجابني وبالنص (وماذا تنتظر مني يا مساعد أنا وأي مسؤول آخر في الرياض أن يقدم ونحن نعمل في ظل أمير يتصل بنا يومياً الساعة السابعة والنصف صباحاً لمعرفة آخر التطوُّرات والتعليق على ما جاء بالصحف من شكاوى أو اقتراحات للمواطنين)... إنّها جملة بسيطة ومختزلة قالها أمين مدينة (الرياض)... لكنها في المقابل تختصر سياسة إدارية منهجية... تنم عن فكر راقٍ وإحساس مرتفع بالمسؤولية... وغيرة وطنية تنتقل تلقائياً إلى نفوس المحيطين بشخص (سلمان بن عبدالعزيز)..... الذي يُعَد انعكاساً وصورة حقيقية ومشرفة لكلِّ سعودي داخل وخارج الوطن.... ويكفي ما نسمعه من إشادة في الخارج عن نظافة وتخطيط وخدمات (الرياض)... حينما تتم مقارنتها بمدن وعواصم أخرى عالمية... ورغم أنّها تضم في جنباتها شرائح وجنسيات مختلفة... إلاّ أنّك تشعر أنّ الجميع وعلى كافة المستويات منصهرون في شكل انسيابي ملموس... يسيرون وفق آلية محددة تسعى جاهدة.... من خلال السلوكيات والأقوال إلى الحفاظ على نظافة وتحضر مدينتنا (الرياض).... التي تُعَد جزءاً لا يتجزّأ من هذا الجسد السعودي الضخم والمبارك... فشكراً لجغرافيتها... وشكراً لرجالها الذين وصلوا بها إلى هذا المستوى المشرف من الرُّقي والتحضُّر... وشكراً أمير الرُّقي والنّقاء (سلمان بن عبدالعزيز)
Alkhames1@hotmail. com |