لا أعرف ما هي الحكمة التي تتشبث بها بعض دورياتنا الأمنية من ترك مصابي حوادث المرور ينزفون دماً حتى تأتي سيارة الإسعاف، قد يقول قائل إن الحوادث المرورية ليست من اختصاص بعض الدوريات التي تُسند إليها مهام أخرى أو أن الدوريات المرورية مثلاً لا تملك إسعافات أولية أو نقَّالات طبية قد تحافظ على سلامة العظام أثناء النقل.. صحيح أننا ندرك تماماً كل المهام الجِسام الملقاة على عاتق دورياتنا الأمنية - حفظها الله من كل سوء - ولكننا لا نريدها أن تتهاون بروح المواطن الذي يتعرض إلى حادث مروري وذلك لأنه بين الموت والحياة مساحة رفيعة (قد يكتب الله عز وجل لذلك المصاب الحياة من خلالها)، إذا ما أسرع أحد بإنقاذه وإيصاله إلى المستشفى.
***
وكذلك الأمر ينطبق على دوريات الطرق السريعة بل كل رجل أمن ومواطن في ضرورة الحفاظ على روح أخيه حتى لا يستمر في النزف على أقل تقدير كما أن هنالك أمراً آخر لا بد من التنبيه إليه ألا وهو أريحية المواطن الشهم الذي يقوم من تلقاء نفسه بإنقاذ المصابين بالحادث الذي قد يتعرض إلى التحقيق الذي قد يعوقه عن مواصلة رحلته بعد أن أدى واجبه الإنساني؛ إلا أن هذا التأخير وللأسف الشديد قد أصبح لدى بعض المواطنين (بعبعاً) يحول دون أريحيتهم وشهامتهم اللتين تميز فيهما المواطن السعودي، الذي جُبل عليهما في الأساس، لذا فإننا نقترح مثلاً أن تُؤخذ بيانات المواطن (كمبلِّغ) ومُنقذ ومن ثم يترك تلفونه لاستكمال التحقيق فيما بعد وهذا الأمر سيساعد رجال الأمن على إنقاذ المصابين ولا سيما في الطرق الطويلة النائية بل يجب أن يُشكر هذا المواطن النبيل على مساعدة رجال الأمن وإخوانه المواطنين.
|