طهران تعاتب موسكو سرا على تأخرها مرارا في إنجاز محطة بوشهر

* موسكو - سعيد طانيوس:
لا يخفي الدبلوماسيون الايرانيون المعتمدون في روسيا قلقهم من تأخر موسكو مرارا وتكرارا في انجاز بناء محطة بوشهر النووية، ويقولون إن مسألة إلزام روسيا ببناء محطتين نوويتين أخريين جديدتين في ايران, اصبحت مثار جدل حاد بين القيادات السياسية الايرانية الداعية إلى استمرار التعاون النووي مع موسكو، استنادا إلى مواقف روسيا المعارضة لفرض عقوبات على طهران، وبين العسكريين والتقنيين الذين يرون أن روسيا لا تفي عن قصد بكافة التزاماتها الخاصة ببناء المحطة النووية بوشهر.
المتحدث باسم مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي نوفيكوف يقول من جهته: إننا نود أن نكمل بناء هذه المنشأة في أقرب وقت ممكن، ولكن لأن الأكثر أهمية بالنسبة لأية منشأة نووية هو سلامتها فإن الإسراع بإنجاز العمل على حساب شروط السلامة لا يجوز.
وكان مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو قد صرح بأنه يمكن أن ينتهي العمل في مشروع المحطة النووية بوشهر في عام 2007.
وتشير كل الدلائل إلى أن وفدا ايرانيا رفيع المستوى بحث سرا مع المسؤولين الروس في موسكو في بداية ايار - مايو الماضي مسألة تأخير موعد تسليم المحطة.
والأغلب أن الجانبين أدركا حينذاك أنه لا يمكن ان يتم الانتهاء من تجهيز هذه المحطة للعمل قبل نهاية عام 2006، وهو الموعد الذي كانت روسيا قد حددته العام الماضي لتسليم المحطة وتجهيزاتها التي تبلغ كلفتها اكثر من مليار دولار للجانب الايراني.
وأرجع نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية سبب التأخير إلى مماطلة المقاولين الروس في توريد المعدات، الا ان مسؤولين روس يرجعون سبب التأخير إلى مصاعب فنية.
وقال واحد منهم في بداية ايار - مايو الماضي إن المرحلة المختصة بإدخال وحدة توليد الكهرباء في محطة بوشهر إلى حيز العمل ستستغرق وقتا طويلا لأن المعدات الروسية تركب على قواعد ثابتة تم وضعها من قبل المهندسين الألمان الغربيين الذين بدأوا بإنشاء المحطة النووية في بوشهر في عام 1972م.
وتجدر الإشارة إلى ان الوكالة الروسية للطاقة الذرية التي أعلنت أكثر من مرة رفضها التضحية بعوامل السلامة من أجل الإسراع في تشييد المحطة النووية بوشهر وجدت من يساندها في موقفها في البلدان العربية المجاورة لإيران.
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي قد أعلنوا في بداية حزيران - يونيو الجاري أن المحطة النووية الجاري العمل في إنشائها في بوشهر يمكن ان تشكل خطرا على البيئة.