* سول - طوكيو - الوكالات:
تفاقمت حدة أزمة دبلوماسية بين كوريا الجنوبية واليابان حول سبل معالجة الأزمة الناجمة عن إطلاق كوريا الشمالية صواريخ بعيدة المدى، وردت طوكيو أمس على اتهامات سول بأنها تسعى لتأجيج نيران المشكلة بدلاً من حلها سلمياً بالقول إنها اتهامات مؤسفة، وفي ذات الوقت اتجهت سول لإجراء محادثات مباشرة مع جارتها الشمالية مبتعدة عن العمل المشترك الذي يجري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ولو بعض الوقت.
وقال مسؤولون كوريون جنوبيون إن شطري كوريا يستعدان لعقد جولة من المحادثات على مستوى رفيع هذا الأسبوع وسط آمال من قبل سول بأن استخدامها لنفوذها سيؤدي إلى التوصل لحل سلمي للأزمة الأخيرة التي نشبت جراء إجراء جارتها الشمالية تجارب صاروخية.
ونقلت وكالة يونهاب في سول عن سونج مين سوون كبير مستشاري الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون لشئون السياسة الأمنية قوله في مقابلة مع محطة إذاعة محلية إن الجانبين عادة ما كانا يناقشان التعاون الاقتصادي في المحادثات التي تجرى بينهما على المستوى الوزاري في الماضي ولكن (الجولة المقبلة) لا يمكن أن تناقش مثل هذه الموضوعات.
وجاءت هذه التصريحات بعدما قال وزير الوحدة الكوري الجنوبي لي جونج سيوك كبير مبعوثي سول في الحوار الجاري بين شطري كوريا أمام لجنة بالجمعية الوطنية الأسبوع الماضي إن مباحثاته المقبلة مع نظيره الكوري الشمالي ستركز على التجارب الصاروخية التي أجرتها بيونجيانج وذلك جنباً إلى جنب مع بحث السبل الخاصة باستئناف المحادثات السداسية المتعلّقة بالطموحات النووية لكوريا الشمالية.
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت تجارب صاروخية أطلقت خلالها سبعة صواريخ من بينها صاروخ من طراز تايبودونج 2 بعيد المدى صوب البحر الواقع بين اليابان وشبه الجزيرة الكورية الأسبوع الماضي وذلك على الرغم من التحذيرات المتكررة التي أطلقتها كوريا الجنوبية وحلفاؤها من مغبة إجراء هذه التجارب.
وجاءت الأنباء عن المحادثات بين شقي كوريا فيما تتفاقم نذر أزمة بين كوريا الشمالية واليابان حول طرق معالجة مسألة الصواريخ، واعتبرت الحكومة اليابانية أمس الاثنين اتهامات السلطات الكورية الجنوبية ضدها بأنها (تؤجج التوتر) في شبه الجزيرة الكورية منذ إطلاق كوريا الشمالية صواريخ الأسبوع الماضي بأنها (مؤسفة).
وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية شينزو ابي إن إطلاق الصواريخ يشكل تهديداً لليابان والمنطقة، وليس هناك أي شك في هذا الأمر.
وأضاف من الطبيعي أن تتخذ اليابان إجراءات لمواجهة وضع أزمة، وبالتالي من المؤسف أن تكون (كوريا الجنوبية) استخدمت مثل هذا التعبير.
وكان المتحدث باسم الرئيس الكوري الجنوبي روه مو-هيون قال أمس الأحد في بيان إنه لا مبرر للتوتر الذي تبديه اليابان، بل ثمة أكثر من مبرر للقيام بالعكس.
وأضاف: لا مصلحة في تأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية وجعل العلاقات بين الكوريتين تزداد سوءاً، هذا الأمر لن يساعد البتة في إيجاد مخرج للأزمة النووية أو أزمة الصواريخ.
وقبل ذلك كان وزير الخارجية الياباني تارسو آسو أعلن يوم الأحد أن من حق اليابان مهاجمة كوريا الشمالية لحماية نفسها في حال كان هناك خطر نووي مباشر يهدّدها.
وهذه الانقسامات الإقليمية تظهر صعوبة الحصول على رد دولي مشترك على إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية فيما يفترض أن يحدّد موعد التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يدين كوريا الشمالية.
إلى ذلك قال كريستوفر هيل المبعوث الأمريكي بشأن القضايا النووية الكورية الشمالية اسم الاثنين إن التعاون بين طوكيو وواشنطن في معالجة مسألة إطلاق كوريا الشمالية صواريخ في الآونة الأخيرة ممتاز.
وأكَّد أيضاً هيل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي أنه يجب على المجتمع الدولي التحدث بصوت واحد في إدانة التصرفات الكورية الشمالية.
|