وتتواصل مأساة الشعب الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسواء بسواء الأرض التي زعموا أنها تحررت ومنحت حكماً وطنياً تديره السلطة الفلسطينية، وأرض ما تزال تحكم حكماً مباشراً من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وقسمت أرض فلسطين تقسيماً كما في الرياضيات، المنطقة (أ) تدار من قبل السلطة الفلسطينية، والمنطقة (ب) المنطقة المشتركة التي تخضع للسلطة الفلسطينية ولكن يحق لقوات الاحتلال الإسرائيلي المشاركة في إدارتها أمنيا، والمنطقة (ج) وهي التي ما تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، هكذا قسمت الأراضي الفلسطينية التي احتلت بعد حرب عام 1967، ولكن ليس هناك فروق تذكر بين هذه المناطق، ويستوي الألم والحصار والقهر عند المواطن الفلسطيني المقيم في المنطقة (ج) مع المتواجد في المنطقة (أ) أو في المنطقة (ب) فقوات الاحتلال تعيث فسادا في أي منطقة ساعة تشاء سواء من خلال اندفاع قواتها إلى داخل المناطق لمداهمة المدن والقرى واعتقال أي إنسان فلسطيني أو قتله مثلما يحصل الآن في كل الأراضي الفلسطينية حيث تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحملة اعتقالات ودهم تستهدف الناشطين الفلسطينيين ضمن حملة الضغط على الفلسطينيين لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير.
وضمن هذه الحملة الظالمة تسرح الطائرات الإسرائيلية المقاتلة في السماء الفلسطينية لاقتناص الناشطين الفلسطينيين على الأرض، ولا مانع لمن يقود هذه الطائرات ويوجه صواريخها أن تصيب صواريخه المواطنين المدنيين المتواجدين في الشوارع أو حتى في منازلهم مطمئنين.
وهذا ما يرفع عدد الشهداء الفلسطينيين من النساء والأطفال والشباب والكهول والرجال.
معاناة يومية ومأساة مستمرة يعيشها الإخوة الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية الذين يستصرخون الضمير الإنساني ليس فقط لمساعدتهم في رفع المعاناة عنهم، بل وأيضا لرفع أيدي المتسلطين على قراهم في الخارج، فأبناء فلسطين في الداخل يدفعون فاتورة الفداء والجهاد والصمود، دماً يسيل يومياً ويذهب زهرة شبابهم وخيرة رجالهم، وتترمل النساء ويتيتم الأطفال، وتستشهد النساء وهن حوامل، بينما قادة الخارج ينعمون بالعيش الرغيد، والإقامة الآمنة يستمرئون الخطب الرنانة والمواقف المتصلبة على حساب دماء الداخل، ومع أن القيادة مسؤولية وتفرض الاهتمام والأخذ برأي الذين يعانون ويكابدون الأوضاع المتردية إلا أن قادة الخارج هم وحدهم المتفردون في صياغة وإصدار القرارات وعلى قيادات الداخل ومجاهديهم تنفيذ الأوامر وعليهم دفع ثمن هذا التنفيذ حتى إن كان لا يخدم القضية تكتيكياً ولا يحقق فائدة آنية ومستقبلية للفلسطينيين وإن حقق مخرجاً للآخرين على حساب القضية الفلسطينية وشعبها وأهلها الصامدين في الداخل.
|