* غزة - القدس المحتلة - بلال أبودقة - الوكالات:
جددت حركة حماس شروطها للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الجريح قائلة إن هذه الأزمة ستنتهي فقط إذا أقدمت إسرائيل على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين تم تحديدهم من قبل، وفي ذات الوقت أكدت إسرائيل استمرار عدوانها الذي بدأته الأسبوع الماضي على قطاع غزة، وانتقدت الاعتراضات الأوروبية على المبالغة في استخدام القوة، وأسفرت الاعتداءات الأخيرة عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين في غزة إضافة إلى رضيع في الضفة لفظ آخر أنفاسه أمس متأثراً بجراح أُصيب بها في اعتداء إسرائيلي سابق.
وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن ناشطينِ ينتميانِ إلى سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اُستشهدا ظهر أمس الاثنين في غارة جوية شنَّها الطيران الحربي الإسرائيلي على سيارة مدنية كانت تسير على طريق قرب بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة؛ ولم تورد المصادر تفاصيل عن هوية الشابين.
وفي وقت سابق من يوم أمس استشهد الشاب الفلسطيني أحمد جمال العرقان (25 عاماً)، وأُصيب ثلاثة آخرون عندما أطلقت مروحية إسرائيلية صاروخاً على مجموعة من النشطاء الفلسطينيين بشمال قطاع غزة. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن النشطاء كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ على إسرائيل.
وكانت مصادر أمنية وشهود عيان فلسطينيون أكدوا أن ستة مدنيين فلسطينيين بينهم رجل يبلغ من العمر 65 عاماً وطفلة تبلغ ستة أعوام أُصيبوا مساء الأحد في غارة لطائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت سيارة يستقلها نشطاء فلسطينيون من كتائب عز الدين القسام وكانت محملة بالمواد الناسفة.
وأمس أيضاً استشهد الرضيع الفلسطيني خالد نضال وهبة (15 شهراً) متأثراً بجراح أُصيب بها الشهر الماضي في غارة إسرائيلية على منزل في بلدة القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وكانت طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً على منزل جد الطفل في البلدة في الحادي والعشرين من الشهر الماضي أدى حينها إلى استشهاد والدته فاطمة أحمد (37 عاماً) وهي حامل في الشهر الثالث وخالته وإصابة أحد عشر مواطناً من نفس العائلة.
إلى ذلك أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل خلال مؤتمر صحافي في دمشق أمس الاثنين أن لا حل لقضية الجندي الإسرائيلي الأسير من دون عملية تبادل مع معتقلين فلسطينيين.
وتعهد مشعل من جانب آخر بالمحافظة على حياة الأسير الإسرائيلي، وقال إن (أخلاقياتنا تدفعنا إلى المحافظة عليه).
وبالعودة إلى الاعتداءات الإسرائيلية فقد أطلقت مروحية إسرائيلية الليلة قبل الماضية صاروخاً دمَّر مبنى بمدينة غزة زعم ناطقون بجيش الاحتلال أن ناشطين من حركة الجهاد يستخدمونه كمخزن للأسلحة، غير أن مصادر فلسطينية أكدت أن المبنى عبارة عن ورشة للأعمال الحديدية. ونفي أبو أحمد، الناطق الرسمي باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن يكون القصف الإسرائيلي الأخير على حي الزيتون قد استهدف مخزن أسلحة تابع لسرايا القدس.
وقال أبو أحمد: (إن القصف دليل واضح على حالة التخبط التي يعيشها قادة جيش الاحتلال، وإنه دليل أكيد على فشل العدو في ردع المقاومة التي لطالما أفشلت مخططاته الدموية بحق شعبنا الفلسطيني).
إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في القدس المحتلة أمس الاثنين أن إسرائيل لم تحدد أي مهلة زمنية لعمليتها في قطاع غزة. وقال أولمرت خلال مؤتمر صحافي: (لم نحدد أي مهلة لهذه العملية. ستتواصل في المكان والزمان اللازمين، وعبر وسائل مختلفة).
وزعم أن (الهدف الرئيسي للعملية العسكرية هو الإفراج عن الجندي المخطوف جلعاد شاليت ووقف إطلاق صواريخ قسام على السكان الإسرائيليين المدنيين).
وأضاف أولمرت: (منذ عشرة أشهر انسحبت إسرائيل بالكامل من قطاع غزة. لم يعد هناك قوات احتلال في غزة منذ آب - أغسطس الماضي. ومنذ ذلك الحين لم يمر يوم واحد بسكون على سكان القسم الجنوبي من بلادنا).ورفض أولمرت من ناحية أخرى انتقادات الاتحاد الأوروبي للعدوان العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة قائلاً إنه ينبغي للاتحاد أن يركز بدلاً من ذلك على الهجمات الصاروخية الفلسطينية على إسرائيل.
وتساءل أولمرت في تصريحات للصحافة الأجنبية: (متى كانت آخر مرة شجب فيها الاتحاد الأوروبي هذا القصف واقترح إجراءات فعالة لوقفه؟)، وأضاف (عند مرحلة معينة لم يكن أمام إسرائيل سوى اتخاذ إجراءات لوقف هذا الأمر).
|