|
انت في"مقـالات" |
|
كنت أتصور بأن هناك دوراً مهماً تلعبه مدارسنا في اكتشاف المواهب الواعدة من أبنائنا الطلاب فتقوم باحتضانها وصقل مهاراتها وتنمية قدراتها في مجال الموهبة التي منحها إياها المولى جلَّ شأنه، ليس هذا وحسب بل وتحتفي بمستقبل هذه الأمة من خلال تقديمها لهم في كل المناسبات والأنشطة التي تنظمها ليثبتوا جدارتهم ويبرزوا تميزهم، ولكن ما فاجأني حقاً هو أن مدارسنا بل إداراتنا التربوية والتعليمية أصبحت مثل إدارات الأندية الرياضية في زمن الاحتراف ليس لها أي بُعد إستراتيجي، فهي لم تعد تُعنَى باكتشاف المواهب الوطنية وتبنيها، بل أصبحت تبحث عن اللاعب الجاهز الذي تحتاج إلى خدماته أينما كان في شرق الأرض أو غربها أو شمالها أو جنوبها، فالمهم لديها هو مَنْ يحقق لها البطولات ويجلب لها الكؤوس ويجعلها تعتلي منصات التتويج المحلية والإقليمية والدولية، وبعد أن تترجل هذه الإدارات تتوالى النكسات على هذه الأندية حتى يُقَيِّضُ اللهُ لها شخصاً آخراً ممتلأً فتعود الكرَّة مرة أخرى، وهذه السياسة بالرغم من نجاحها في المدى القصير في تحقيق أهدافها، إلا أنها على المدى البعيد ستجر علينا فشلاً ذريعاً وإخفاقات متتالية بل إنها ستحصد في طريقها كثيراً من النجوم، لأننا في سبيل الحصول على المكاسب الوقتية القريبة قمنا بوعي أو دون وعي بتدمير بنيتنا التحتية من الموارد البشرية المتميزة، وأهملنا أرضنا الطيبة وترتبتنا الخصبة حتى غدت بوراً لا تنتج ثمراً، فالاعتماد على المورد البشري الجاهز أو المستورد من الخارج سياسة عقيمة تعبِّر عن أنانية صاحبها ونرجسيته الشديدة، فهو يسخر كل الإمكانات والموارد المتاحة لديه من أجل رسم صورة زائفة لفترته الإدارية الذهبية والمليئة بالإنجازات الوهمية، وكل ذلك على حساب الوطن وأبنائه الذين هم مستقبلنا المشرق ونهضتنا القادمة بإذن الله. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |