كتبت في هذه الزاوية من هذه الصحيفة في عددها الخاص بمناسبة عيد الفطر المبارك من هذا العام أطلب من المؤسسات الصحفية عدم التوقف عن الصدور خلال أيام الأعياد.. وقلت بأن الصحافة جزء لا يتجزأ من الأجهزة الإعلامية.. في كل دولة وفي كل مناسبة.
وقلت إذا لم يكن ممكناً صدورها مجتمعة فليكن اتفاق مسبق بين المؤسسات الصحفية على التناوب في الصدور أثناء عطل الأعياد. وكنت أعني ما أقول: فتوقف الصحافة عن الصدرو طيلة ستة أيام، وقد تزيد أو تنقص، يقطع حبل الصلة بين القارئ والجريدة أولاً، وبينه وبين ما يدور حوله من الأحداث الداخلية والخارجية ثانياً، ثم لا أرى أي مبرر لتعطيلها فهي كما قلت جزء من الأجهزة الإعلامية العاملة الأخرى، كالإذاعة والتلفزيون وعليها نفس المسؤوليات والواجبات.
وقبل أيام نشرت الصحف خبراً مفاده أن سعادة وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية الأستاذ فهد السديري عمم على المؤسسات الصحفية، للاتفاق فيما بينها، على وضع الترتيبات اللازمة التي تكفل صدور الصحف أثناء عطلة عيد الأضحى المبارك بالتناوب فيما بينها.
فشكراً من الأعماق لسعادة وكيل الوزارة للشؤون الإعلامية على هذه اللفتة الكريمة وعلى هذا التجاوب الإيجابي الذي جاء بتلك الصيغة المختلفة تماماً عما اعتدنا قراءته في ردود بعض المسؤولين على ما كتب وينشر في الصحف من مطالب واقتراحات.
وإنني مع شكري مرة أخرى لوزارة الإعلام النشطة المدركة لمسؤولياتها، لأرجو من المسؤولين في المؤسسات الصحفية أن يدركوا مع وزارتهم واجب الصحافة والدور الذي تلعبه، والأهمية الكبرى التي ينظر إليها بها كوسيلة إعلام وإرشاد، وتوجيه الرأي العربي والإسلامي في مثل ذلك الفترة من تاريخها المشحون بالآلام، والآمال وأهيب بهم أن يتسابقوا في مثل تلك المناسبة.. فهي الفرصة الوحيدة التي يمكن للصحافة التنافس فيها، وهي الميدان الواسع.. والواسع جداً للعمل الصحفي الناجح.
وإنني لاعتقد جازماً أن مؤسساتنا الصحفية ستسابق إلى الصدور في تلك المناسبة بالذات إيماناً من المسؤولين فيها وعنها بواجباتهم، ومسؤولياتهم نحو بلادهم وعقيدتهم ونحو عروبتهم ومستقبل أمتهم العربية التي تعيش حاضرها محن الذل والاغتصاب، وعار الهزائم والنكسات وتشريد الرضع والعجائز والأمهات.
وإنني لأدرك كل الإدراك المتاعب التي سيلاقونها والمشاكل الكثيرة التي سيصطدمون بها بحكم معرفتي لهذا العمل، والمتاعب التي لاقيتها فيه لسنين كثيرة، ولكن إيماني وثقتي تدفعاني إلى القول بأن الهمم القوية، والعزائم الصادقة ستقضي على كل مشكلة، وتحطم كل صخرة صلدة تقف في وجوه الرجال العاملين.
|