Sunday 25th June,200612323العددالأحد 29 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"وَرّاق الجزيرة"

معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر

تأليف: سعد بن جنيدل
قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف
الأديب العلامة - حمد الجاسر - رحمه الله تعالى رجل رمز وإشارة في تاريخ قلب الجزيرة العربية، وهو علامة وعلاّمة وصفحة مشرقة مشعة مضيئة من صفحات بلادنا السعودية، وهو سفر من أسفار الصحراء المترامية الأطراف، وهو رائد تنوير في قلب الجزيرة وبركان متفجر يفيض علماً وقدرة وتدفقاً ثم هو أعلم الناس بأرضها ومواقعها ومواضعها، وفي كتاب الدكتور الفاضل
عبده مناع - حفظه الله تعالى - والمسمى (الجاسر علاّمة وعلامة.. لمحات من سيرته وجوانب من مسيرته).
إشارة إلى أبعاد حياته الثلاثية الأبعاد وهي على التوالي: البعد الإعلامي والصحفي، والبعد المعرفي والبعد المجمعي، وفي الكتاب وصف دقيق لشخص علامة الجزيرة عليه رحمة الله فهو بركان طموح، رجل انشق عن سائر الناس فصار شيئاً عظيماً، وإن كان من حق العربية أن تفخر برجلين عظيمين من علياء الناس أدباً وفكراً وبحثاً فلنفتخر بياقوت الحموي، وكتابه (معجم البلدان) ثم بشيخنا حمد الجاسر ومعاجمه الجغرافية.
وحول هذا البعد الجغرافي من أبعاد شخصية الشيخ عليه رحمة الله، يقول الاديب الأريب والدكتور الخبير عبدالله مناع معلقاً على هذا الأمر:
(شيخنا الجغرافي، ستبقى معاجمه الجغرافية إنجازاً فذاً بأدق المقاييس وأصعبها، ويبقى شيخنا بدعوته وإسهامه بجهده وخطاه، بعمله وحبات عرقه التي تعاطفت واختلطت برمال أرضنا، رائد رواد المعجمين الجغرافيين لجزيرتنا العربية اليوم وغداً).
وبين يدي كتاب نفيس وهو (معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر) وهو تأليف الأديب المؤرخ سعد بن عبدالله بن جنيدل - متعه الله بحياته، وهو من إصدارات مركز حمد الجاسر الثقافي - الطبعة التي أقرأ فيها هي لعام (1425هـ - 2004م) وفي مقدمة الأمين العام لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية الأستاذ الفاضل معن بن حمد الجاسر - حفظه الله ورعاه - إشارة إلى دور المركز في خدمة العلم والتراث، وجهوده في نشر البحوث من تاريخية وأدبية وجغرافية حيث قال في تقديمه الجيد لهذا الكتاب ما نصه: (يسر مركز حمد الجاسر الثقافي أن يقدم للقارئ الكريم كتاب معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر للشيخ سعد بن عبدالله بن جنيدل، هذا الكتاب الذي يعد باكورة الإنتاج لسلسلة من المؤلفات التاريخية والأدبية التي سيقوم المركز بطباعتها خدمة لتراث الأمة العربية والإسلامية).
ويشير يراع الأستاذ معن - حرسه الله - إشارة لامعة إلى الهدف من تنشئة هذا المركز وهو حفظ تراث الشيخ حمد الجاسر - عليه رحمة الله وغفرانه - سواء أكان هذا التراث أدبياً أو لغوياً أو تاريخياً أو جغرافياً، ومن هنا فهذا الكتاب يأتي على رأس الهرم الفكري فتوجب على القائمين بخدمة المركز المسارعة في طباعته واخراجه ليرى النور ليستفيد منه المستفيدون، وينهل منه الناهلون، ويقتبس منه المقتبسون.
وفي مقدمة الأستاذ معن - حفظه الله تعالى - اضاءة هامة إلى المؤلف ومؤلفه والكاتب وكتابه، فيقول في استهلالة الكتاب: إن كتاب معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر هو أحد الكتب المتميزة في فنه، إذ حصر فيه المؤلف المواضع التي تغنى بها شعراء الجاهلية في معلقاتهم المشهورة بعد أن اطلع على الروايات المختلفة لهذه القصائد واطلع على شروحها ورتبها ترتيباً هجائياً ثم وصف كل موضوع وحدده تحديداً دقيقاً بعد سرده لأقوال المتقدمين من المؤرخين والمتأخرين من المحققين، ومؤلف هذا الكتاب هو الشيخ الفاضل: سعد بن عبدالله بن جنيدل - متعه الله بحياته - أحد الرواد في هذا الباب، فهو باحث، أديب، مؤرخ، رحالة، جغرافي، جامع للروايات الشفهية والأشعار الشعبية، وقد سبق أن أخرج كتابه (معجم عالية نجد) في ثلاثة أجزاء ضمن موسوعة (المعجم الجغرافي للبلاد السعودية) التي دعا لتأليفها الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - كما أن له عدة كتب عن مناطق المملكة وعن شعراء شعبيين وموسوعة عن التراث ومعجماً عن الأمكنة الواردة في القرآن الكريم وفي صحيح البخاري).
ويصف قلم الأستاذ معن الجاسر جوانب شخصية الشيخ سعد الجنيدل العلمية، وصفات ذاته البحثية فيقول: (لقد عرف الشيخ سعد الجنيدل بدقته في تحديد المواضع وربط حاضرها بماضيها والوقوف عليها بنفسه مما أعطى هذا الكتاب طابعاً خاصاً، كما أن صدور الكتاب متأخراً جعل المؤلف يطلع على كثير من المصادر التي نشرت لاحقاً وأقوال المحققين في نصوصها).
وفي مقدمة الشيخ سعد الجنيدل - حفظه الله وحماه - كلام علمي واف وجميل وهو يعكس الوجه الثقافي العميق عند الشيخ - متعه الله - وهو وجه له ثقله، وله قراءه الذين يتسمون بالنضج والإشراق والضياء، والشيخ سعد اثرى المكتبة العربية بكنوزه الجغرافية والتراثية، وهذا الكتاب هو أقوى دليل، ثم هو شاهد عيان على جغرافيته الدقيقة، وموسوعيته الشاملة، والكتاب يظهر مدى عشقه وحبه البعد الجغرافي في رحاب الجزيرة العربية، فهو رائد تنوير حقيقي لجغرافية نجد، سار بها في جوف الصحراء، وعتمة الأرجاء وارتاد المجهول، وذلك العسير العويص، ليضيء الطريق لأقرانه وطلابه وكل من قرأ كتبه، ونظر في مؤلفاته، ومن رائق حديثه ما قاله في استهلالته لهذا الكتاب وفحواه:
(إن جغرافية المواضع من العلوم التي عني بها علماء المسلمين، وألفوا فيها مؤلفات قيمة في وقت مبكر من تاريخ الأمة الإسلامية وقد تحدثوا عن المواضع التي وقعت تحت ظل الدولة الإسلامية، في عهد قوتها وسعة سلطانها وجاء ما ألفوه مكملاً بعضه بعضاً، حتى كاد يكون شاملاً لجميع مواضع البلاد، مدن وقرى وجبال وتلال، وأودية ورياض، ومياه ودارات، وقد أودعوا في مؤلفاتهم رصيداً كبيراً من الشعر العربي الذي استعانوا به كشواهد على تحديد المواضع، وتحدثوا عن الوقائع التاريخية وأيام العرب في مواضعها، غير أن الشعر العربي يروي بعضه بروايات مختلفة، وهذا بدوره يوهم الباحث بل يوقعه في شيء من الأخطاء، وذلك أنهم غالباً ما يسيرون على رواية واحدة، وربما كان الصواب في الرواية الأخرى التي لم ترد في مؤلفاتهم، ومن الأمور التي ينبغي ملاحظتها تعدد المسميات في اسم واحد، مثلاً: (خنزير) موضع ورد في شعر الأعشى وحدده المؤرخون في بلاد اليمامة شرق مدينة الرياض، وهناك أيضاً جبل يقع في عالية نجد له شهرة في الأخبار يسمى (خنزيرا)، غير أن الأعشى عنى بشعره خنزيراً الواقع في بلاد اليمامة ويكون الاسم اسما لأكثر من موضعين.
مثلاً: (مأسل) اسم لأربعة مواضع معروفة بهذا الاسم قديماً وفي هذا العهد، ومن ذلك أيضاً تغير الأسماء، فتارة يكون التغيير باسم قريب من الاسم القديم، له شيء من صفاته أو دلالته مثل:
قرن وعله إلى قرن ظبي
أنف خنزير غير إلى خشم العان
الستار غير إلى درقان
ويشرح المؤرخ ابن جنيدل طريقته في سرد مباحث هذا الكتاب فيقول:
(أما الطريقة التي اتبعتها في بحث هذا المعجم فإنها لا تختلف عن الطريقة التي اتبعتها في تأليف كتابي (معجم عالية نجد) غير أن (معجم عالية نجد) كانت النصوص الشعرية ترد فيه كشواهد على تحديد المواضع بينما في هذا المعجم اتخذت البيت الشعري الذي ورد فيه ذكر المواضع في المعلقات العشر أساساً للبحث وأوردت من الشواهد ما أمكنني إيراده، وذلك لأن بحوث هذا المعجم استهدفت مواضع المعلقات وصفاً وتحديداً.
وحاولت قدر استطاعتي وصف كل موضع وصفاً جغرافياً، وتحديده تحديداً يمكن القارئ والباحث من معرفته، منسوباً إلى المنطقة التي يقع فيها أو المدينة القريبة منه، وقد شمل البحث جميع مواضع المعلقات العشر.
وأخيراً: يعد هذا الكتاب من أوثق ما كتب في جغرافية مواضع المعلقات العشر لا سيما أن مؤلفه توخى جانب التوثيق والدقة، وقد أسبغ على كتابه من بديع اللقط وصحيحه، ورائع المعنى ودقيقة ، وما هذا الكتاب إلا نقطة من بحر الأديب سعد الجنيدل الزاخر الذي لا يجف ولا ينضب.

عنوان المراسلة:
ص.ب (54753) - الرياض (11524)
* كتيب المجلة العربية عدد (44) شعبان عام 1421هـ

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved