كنت وما زلت ومنذ أمد بعيد وأنا أحب الرجال الأوفياء الذين بذلوا أرواحهم وأموالهم فداء لهذا الوطن وقادته، وأشعر بنشوة عظيمة لا يعادلها شيء عند الحديث عنهم، وإبرازهم وما ذلك إلا ليبقوا نبراساً يضيء على الدوام للأجيال اللاحقة ليستشعروا صدق الولاء وعمق المحبة في أسلافهم وتنغرس فيهم عن حب وعقيدة كما كانت في الذين من قبلهم.
حسن بن رشيد الهزاني
ولد هذا العلم يتيماً في بلدة السلمية بالخرج، وعاش في كنف أخته الكبرى (نوضا) التي لم تألوا جهداً في تربيته على الشدة والشجاعة حتى عرف بابن نوضا وكان حسن يعتزي بذلك قائلاً (أخو نوضا) وبقيت هذه العزوة موروثة في سلالته قال الشاعر محمد العشبان:
مني سلام عد ما هبت النود وعداد ما هلت وأمطر بردها
لآل حسن هم ماكر الطيب والجود إخوان نوضا سعد منهم سندها
هزازنة بالحرب نار وبارود وبالسلم جنات تبنى عمدها
هزازنة ما هم خواجات وهنود أصل وفصل قوم ما يحصى عددها
وكان حسن هذا منذ نعومة أظفاره يحب السلاح واقتناءه والعناية الشديدة به حتى اشتهر بإصابة الرمي، وقد عرف عنه أيضاً حدة النظر ورؤية الهلال واقتفاء الأثر. وأثناء الغزو التركي الغاشم للدولة السعودية الأولى عام 1233هـ كان لهذا البطل قدم الصدق والثبات والولاء في الدفاع عن عاصمة بلاده وعن قائده الإمام عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله- حتى سقط صريعاً في معركة غبيراء المشهورة، قال ابن بشر عن هذه الوقعة: (ثم كانت وقعت غبيرا المشهورة وهو الشعيب المعروف في أقاصي المتارس الجنوبية... وقتل الروم منهم نحو مائة رجل منهم: فهد بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود ومحمد بن حسن بن مشاري بن سعود وحسن الهزاني وعدة رجال) ومن رجال هذه الأسرة أحمد بن حسن بن أحمد بن رشيد الهزاني الذي قدم للسلام على الملك عبدالعزيز - رحمه الله - عندما كان مخيماً شمال السلمية، وقد أهداه الملك عبدالعزيز مزرعة الغنيمية كرماً وتقديراً ووفاءً من الملك عبدالعزيز رحمه الله وجزاه عن شعبه خير الجزاء ومنهم أيضاً عبدالله بن حسن الهزاني الذي كان مشهوراً برؤية الهلال وحدة النظر وكان ثقة ثبتاً عند الشيخ عبدالعزيز بن باز عندما كان قاضياً في الدلم في الخرج، وقد استدعاه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في منى وأمره بتحري رؤية هلال شهر ذي الحجة.
رحم الله هذا البطل وجميع الرجال الأوفياء الصادقين وأدام على بلادنا نعمة الإيمان والأمن وحفظها عزيزة بعزة الله.
|