سؤال كثيراً ما يرد إليَّ من بعض الإخوة الفضلاء المهتمين بتاريخ قراهم ومدنهم، ونص السؤال: لماذا تتجاهل وسائل الإعلام الحديث ولا تروي تاريخ هذا البلد ولا تسلط الضوء على آثاره ومواقعه التاريخية؟!
هذا السؤال الذي طالما يتكرر وإن كان في ظاهره مشروعاً إلا أنك عند الفحص والتأمل تجد أن الكثير من أهالي هذه المواقع التاريخية هم أنفسهم السبب في التقصير الإعلامي إن وجد.
فمثلاً: حين يكون الباحثون القريبون من هذا الموقع مقصِّرين في الكتابة عنه أو الإشارة إليه فهل ينتظرون أن يأتي غيرهم ليكتب عنهم وهو غير مستوفٍ للمعلومات عنهم وعما في بلدهم من آثار أو مواقع تاريخية؟!
وهناك سبب آخر، وهو أن بعض البلدان أو المواقع التاريخية ثارت حولها معارك ونقاشات علمية قوية خرجت عن روح البحث العلمي، فكان النتيجة أن الباحث ينأى بنفسه عن الكتابة في هذا الموضوع لكيلا يصاب بشظية من هنا أو هناك.
والخلاصة في هذا الموضوع المهم أن أهل أي بلد هم السبب في إقبال الباحثين عليهم أو نفورهم عنهم، وبعض من يحذر من الكتابة في موضوع تاريخي معين يظن نفسه يحسن صنعاً، وهو في المحصلة النهائية يحكم على نفسه وتاريخه بالدفن السريع؛ لأنه حين يكتب تاريخك بشكل غير مكتمل أو بمعلومة ناقصة أو معلومة مغلوطة قد تصحح مستقبلاً خير من ألا يكتب تاريخك ويتحدث عنك نهائياً.
هل نعي هذه الرسالة، وبالأخص أننا في وقت نشهد فيه نهضة كبرى في تسجيل تاريخ هذا الوطن دشن أول فصولها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - إبان الذكرى المئوية في العام (1419هـ)، ويسير ويبارك نفس التوجُّه ملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مع لفتة كبرى ودقيقة في هذا المجال من أمير المؤرخين ومؤرخ الأمراء الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز الذي لا يختلف اثنان في دعمه الكبير لكل منشط تاريخي.
فاكس: 2092858 |