يحتل المعلم مكانة مهمة في جميع المجتمعات على اختلاف معتقداتها وثقافاتها؛ إذ يقوم بتربية وتعليم أبناء المجتمع الذين هم أمله ومستقبله. ونظراً لهذه المكانة وللحاجة أيضاً إلى المعلمين في فترة من الفترات زادت أعداد المنتمين للمهنة، فأصبح هناك أنواع كثيرة من المعلمين بناءً على تنشئتهم ومواهبهم وقدراتهم واهتماماتهم، وكذلك بناءً على الظروف العلمية والعملية التي مروا بها، ومن تلك الأنواع ما يأتي:
* المعلم القدوة: وهو الذي يتمثل تعاليم دينه ويتمثل المنهج الذي يقوم بتدريسه، فيتخذه الطلاب قدوة في كل حركاته وسكناته ويعتبرونه أسوة حسنة، بل إن غيابه يعد غياباً للعملية التربوية والتعليمية وفقداناً لأثرها على الطلاب، الذين يتأثرون بأفعال وسلوك المعلم أكثر من أقواله.
* المعلم المخطط: وهو الذي يخطط لدروسه قبل القيام بها، فيحدد الأهداف المتوقعة من الطلاب بعد دراستهم للموضوع المحدد، ويحدد الطرق والوسائل والأنشطة وأساليب التقويم التي يتبعها لتحقيق أهدافه، كما أنه يخطط لنموه العلمي والمهني والوظيفي.
* المعلم المشجع: وهو الذي يشجع طلابه على الحوار والمناقشة وإبداء الآراء، ويعطي لهم الفرصة لإثارة التساؤلات، ويتقبل استفساراتهم وتساؤلاتهم وإجاباتهم الصحيحة والخاطئة بطريقة تشجعهم على مواصلة التفاعل معه، ويستخدم التشجيع المادي والمعنوي وبشكل متوازن يؤتي ثماره.
* المعلم الميسر: وهو الذي يهيئ المواقف التدريسية بحيث يتيح الفرص التي تساعد طلابه على فهم الموضوع الذي يقوم بتدريسه وتحقيق أهدافه، فهو معلم متفاعل مع طلابه قريب منهم، يستمع إليهم ويستمعون إليه ويقدم لهم يد العون دائماً للتعلم، ودائماً يسعى إلى الاستفادة من كل جديد في سبيل خدمة طلابه.
* المعلم المهمل: وهو الذي يهمل في أداء واجباته التربوية والتعليمية، فلا يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، ويبدو وكأنه مجبر على عملية التعليم، وكأنها فرضت عليه وهو غير راغب فيها، ويظهر إهماله في تحضيره وأدائه لدروسه وفي تصحيحه لواجبات طلابه، وفي تأخره عن دوامه وعن الذهاب إلى فصله للقيام بدروسه.
* المعلم المزاجي: وهو صاحب المزاج في التدريس، فتارة يشرح ويناقش، وتارة يصمت، وتارة أخرى يتحدث في أمور لا صلة لها بالتعليم ويضيع أوقات الطلاب، وإذا سنحت له الفرصة وتمكن من الشرح واصل المسيرة بجهد المقل دون إحساس بواجبات المهنة، فيومٌ معلم مثالي، ويومٌ آخر التعليم من آخر اهتماماته.
* المعلم العطوف: وهو الذي يفرط في تفاعله العاطفي مع طلابه، ويبتعد عن الاتزان والحزم في التعامل معهم، ويقدم دائماً العاطفة في التعامل مع المواقف على العقل، فطلابه يحبونه ولكن قد لا يحترمونه، وهو شفيعٌ ووسيط لهم عند إدارة المدرسة.
* المعلم الساخر: وهو الذي يتعامل مع طلابه باحتقار، فيسخر منهم ويتعالى عليهم، كما يستخف بثقافة ومعلومات زملائه في العمل وطلابه في الفصل، وينظر إلى المادة التي يدرسها بشيء من التعالي والازدراء؛ لذا تجده دائم الضحك في المدرسة حتى في أوقات الجد.
* المعلم المتشائم: وهو الذي يعتقد أن كفة الشر هي الراجحة في هذا الكون، فيتميز باتجاهات سالبة نحو طلابه، فيفرح عندما يخطئ أحدهم، ويتلذذ بمعاقبتهم، ويستمتع بمعاناتهم، ويحقق ذاته عندما يرسب أكبر عدد منهم، ويعتز إذا كانت نتائجهم متدنية، ويقول: ما عاد هناك طلاب يستاهلون.. والطلاب كسالى.. إلخ.
* المعلم المعجب بنفسه: وهو الذي ينظر إلى المهنة على أنها فرصة مناسبة لإظهار قدراته ومهارته فقط، دون الاهتمام بتفاعل الطلاب وتحقيقهم الأهداف المرجوة، فكل همه إعجاب الطلاب به، وإظهار قدراته ومهاراته في طرح مادته العلمية، وتتميز إدارته غالباً بالصرامة والحزم فلا حركة في الفصل إلا حركته ولا صوت إلا صوته.
* المعلم أحادي النظرة: وهو الذي ينظر إلى الأشياء من منظور واحد؛ ما يؤدي به إلى التحامل والتعصب وإصدار أحكام مسبقة، فيؤثر بشكل سلبي على قيامه بالعملية التربوية والتعليمية، ويؤثر كذلك في تشكيل وتكوين شخصيات طلابه، كالمعلم الذي ينظر إلى المشرفين التربويين نظرة واحدة، فأصدر عليهم حكماً واحداً مسبقاً قبل أن يلتقي بأكثرهم.
* المعلم الملقن: وهو الذي يهتم بنقل وتوصيل المعلومات والمعارف إلى الطلاب (التلقين) فقط دون السماح لهم بالمشاركة في البحث والتفكير في الموقف التعليمي، وهذا أدى إلى تنشئة أجيال من الطلاب تستمع فقط دون أن تحاور وتناقش.
* المعلم الموظف: وهو الذي يعتبر المهنة وسيلة للكسب المادي فقط، فلا همّ له إلا انتهاء الشهر ليستلم راتبه، فجلّ همه الراتب والعلاوة وليس الأمانة البشرية التي بين يديه، بل أصبح بعضهم يبرر تقصيره في أداء رسالته بقوله: ان استحق المستوى.. ومعينٌ على المستوى.. وسأعطي على قدر ما أعطى.
* المعلم المخلص القوي الأمين: وهو الذي يبذل قصارى جهده بإخلاص وأمانة، ويحرص على حسن الأداء والابتكار والإبداع، ويراعي الله في أداء عمله سراً وعلانية، ويفكر ملياً في أفضل الطرق لمساعدة طلابه وتوجيههم وتشجيعهم في عملية التعلم.
أخيراً.. أخي المعلم: قد يكون هناك أنواع وأصناف أخرى من المعلمين لم أتمكن من مشاهدتها أو الاحتكاك أو التعرف عليها، كما أشير إلى أنه قد يجتمع في المعلم الواحد أكثر من نوع من هذه الأنواع، وقد يبرز فيه نوعٌ على نوعٍ آخر، وأملنا فيك يا مربي ومعلم الأجيال أن تجتمع فيك صفات الأنواع الجميلة، التي ستكون بإذن الله عوناً لك على أداء رسالتك السامية.
|