Sunday 25th June,200612323العددالأحد 29 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

(التكفير) الدافع الأكبر للعمليات الإرهابية (التكفير) الدافع الأكبر للعمليات الإرهابية
د. علي بن شايع النفيسة

* مرت ببلادنا فترة من الثقة المفرطة التي استغلت في تجذير الفكر الضال فكر التكفير على وجه الخصوص مما أوجد هذا التيار المخالف لما عليه سلف الأمة الصالح ومَنْ سار على نهجهم من التابعين وتابعيهم بإحسان وهو ما يسير عليه علماؤنا ويدعوننا للسير عليه. منهج يتسم بالوسطية والاعتدال ومعالجة الأمور بحكمة وروية بعيداً عن العنف والأخذ بالرأي أو الاستجابة لتحريض المحرضين ممن لا يريدون بهذا البلد خيراً ممن تلبسوا بفكر التكفير وما يدور في فلكه من رفض لفتاوى العلماء الربانيين الذين ارتضاهم المجتمع مفتين وأهل ذكر يرجع لهم في مسائل الدين التي تشكل على الناس سواء منها ما يتعلق بعلاقتهم بربهم أو ما يتعلق بعلاقتهم ببعضهم البعض حكاماً ومحكومين.
* هذه الفترة الاسترخائية نتج عنها ما نلمسه بين الحين والآخر من عبث بأمن البلد باسم الدين والجهاد وطلب الاستشهاد، مما يحتم على الدعاة والمثقفين والتربويين من أساتذة الجامعات وأساتذة المدارس بمراحلها المختلفة وغيرهم التصدي لهذا الفكر الذي ينتج هذه السلوكيات العدوانية لأن هذا التصدي يصب في مصلحة الجميع كما الاسترخاء وعدم الاكتراث ينعكس سلباً على الجميع.
* هذا الفكر الضال لم يكن وليد السنوات القريبة التي بدأت معها التفجيرات بل هو فكر قديم كان ينخر في المجتمع ويمد جذوره المسمومة دون أن يُتنبه له بشكل عملي يكبح جماحه ويتصدى له بأسلوب مضاد يفضحه ويحذر منه وإن كان البعض القليل قد تنبه إليه ولكنه كان يصرخ بصوت مبحوح لم يستطع أن يسمع به الآخرين لكن ربما ضارة نافعة فظهور هذا الفكر على السطح بشكل تفجيرات واعتداءات باسم الدين والجهاد وما ردده المحرضون عبر منتديات الإنترنت من شبهات بنوا عليها تبريرهم لهذه التصرفات الهوجاء كل هذا جعل الجميع يتنبه لخطورة هذا الفكر العدواني المستورد مما جعل العلماء ومن في حكمهم يهبون لتعريته والتحذير منه فانكشف على حقيقته المظلمة وأصر مَنْ أصر على الاستمرار في الغي رغم بيان الحق فهلك على أيدي رجال الأمن البواسل أو قبع في السجن حمايةً للمجتمع من شره وتمهيداً لمحاكمته على ما اقترفت يداه من تخطيطات إجرامية أو تلطخت يداه بدماء معصومة، إلا أنه يبقى شريحة توارت في الجموع تلوثت أفكارها بالشبهات وتتحين الفرصة للتعبير عن مكنون ما تحمله من لوثة فكرية مما يُحَمِّلُ المختصين بالفكر كلاً على قدرته ودرجته مهمةً ملحةً في بيان الحق والتحذير من الشبهات المضللة وعلى رأسها التكفير حيث هنا يكمن الخطر؛ أقول هذا خلاصةً لخبرتي وسبري للدافع الحقيقي الأكبر لأفراد الفئة الضالة في الإقدام على التضحية بالنفس في عملية انتحارية أو مجابهة خاسرة مع رجال الأمن.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved