|
انت في |
يا إلهي.. ما هذه الطعنات المتوالية التي يوجّهها للقلب خنجر الزمان، إنه يريد أن يقتلني كالثور الإسباني الذي يراوغه (الميتادور) المحترف؛ ليخالسه أثناء احتدام الجولة بطعنة في الظهر، ثم يهيّجه بالتحدّي ليسدّد إليه طعنة أخرى، وهكذا حتى يخرّ الثور صريعاً على الأرض. أقول هكذا يفعل بي الزمان في جولة هذه ال(خمسة أعوام) الأخيرة؛ فقد سدّد لي أولاً طعنة ناصلة برحيل الصديق الوفيّ الشاعر المبدع عبدالله السلوم، ثم تلاها بطعنة مباغتة بموت الصديق الكبير فهد العريفي، ثم بثالثة برحيل صديقي الصعلوك الفنان عبدالله بامحرز، ثم رابعة بغياب أستاذي الشاعر الكويتي الرائع خالد سعود الزيد، ثم بخامسة بموت صديقي الفنان صالح العزاز، ثم بسادسة في انطفاء النور المشاغب في حواري دمشق، ألا وهو الشاعر العربي الجميل ممدوح عدوان، ثم بسابعة بارتحال الصديق الشاعر الإنسان النبيل طلال الرشيد، ثم بثامنة بفقدان صديق العمر والأيام الصعبة (فرج التريكي)، ثم بتاسعة مباشرة برحيل (خالي أبو تركي) الذي آواني فقيراً، ورباني يتيماً، ثم بعاشرة بموت صديق (الصعلكة الحضارية الملهمة) عبدالله نور، ثم باغتني الزمن بالطعنة الحادية عشرة برحيل صديقتي (الفيلسوفة العجوز) أم عايض، يرحمها الله، التي كانت تمثل لي كل الوعي الأنثويّ في الكون، وكل الحكمة البشرية في ذاتها الناصعة. www.s-alfulih.com |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |