Sunday 25th June,200612323العددالأحد 29 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"محليــات"

المخدرات وتدمير الذات المخدرات وتدمير الذات
بقلم: اللواء محمد بن عبد العزيز الفريح*

دأبت المملكة على المشاركة بفاعلية في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات مقدمة من خلال هذه المشاركة خبراتها وتجاربها المتجددة في مكافحة المخدرات، مدعومة في ذلك باهتمام ولاة الأمر - حفظهم الله -.
وبما أن غداً الاثنين الموافق 30-5-1427هـ (26 يونيو 2006م) يصادف اليوم العالمي العشرين لمكافحة المخدرات الذي يهتم بأهم قضايا المجتمع الإنساني محلياً وإقليمياً وعالمياً قضية مكافحة المخدرات التي تفشت في كافة المجتمعات وأدت إلى العديد من الجرائم الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، وجعلها باعثاً لها ودافعاً إليها؛ مما جعل المجتمع الإنساني مسرحاً لشرورها ومجالاً لعصاباتها يعاني انتكاساً في حياة المجتمع وانحداراً ثقافياً وضياعاً أمنياً يهدد سلامة المجتمع وعافيته بالخطر، كما يعرضه للانهزام أمام أعدائه ويضعف قدرته على الصمود في مواجهة التحديات.
إن تعاطي المخدرات يدمر الذات الإنسانية من كل جوانبها الروحية والعقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية والأخلاقية ويحولها إلى عنصر بشري مسلوب الإرادة غير قادر على التفكير والعمل والإنتاج.
إن المخدرات داء وبيل يصيب الفرد وخطر اجتماعي واقتصادي يصيب الإنسانية ويعوق تقدمها، وإدراكاً من المملكة العربية السعودية لواجبها في منع انتشار المخدرات ومكافحة المتعاملين فيها على أي وجه كان، جندت المملكة الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات من جميع جوانبها للوقوف كالبنيان المرصوص في وجه عصابات الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية وإحباط مخططاتهم وضرب تنظيماتهم والحيلولة دون وصول المخدر لمن يسيء استخدامه.
وظهر ذلك جلياً في الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين في المؤتمر الإسلامي العالمي الثاني لمكافحة المخدرات الذي عقد في إسلام آباد (شوال 1409هـ) حين قال حفظه الله: أصبحت المخدرات بأنواعها وأصنافها ومسمياتها المختلفة داءً داهماً وخطراً فتاكاً يهدد العالم بأسره، ومنه العالم الإسلامي، وبخاصة الشباب الذين يتعرضون اليوم لهذا الداء الخطير الذي يهدد أجسامهم بالمرض وعقولهم بالانحراف وسوء السلوك وضياع طاقاتهم التي وهبها الله - سبحانه وتعالى - لهم لصلاح دينهم ودنياهم وبناء مجتمعهم.. ولبشاعة هذا الداء ومخاطره فقد حرمت الشريعة الإسلامية المخدرات بأنواعها وأصنافها، وأوجبت عقاب من يتعامل بها بما يردعه ويقي الأمة من شروره.
وانطلاقاً من هذا النهج الرباني قامت المملكة بمحاربة هذا الخطر المستشري وبذل كل جهد للقضاء عليه بما توجبه الشريعة الإسلامية من أحكام رادعة على كل من يتعامل بالمخدرات بأنواعها؛ مما كان له الأثر في مواجهتها.
وفي إطار هذا التوجيه السامي عملت المملكة العربية السعودية على التصدي لظاهرة المخدرات من منظور استراتيجي شامل يتسم بالعمل على توازن الجهود المبذولة في المجالات المتعددة للمشكلة: الحد من الاتجار غير المشروع في المخدرات، والسيطرة التجارية المشروعة على المخدرات، وضبط مهربي ومروجي المخدرات وتبادل المعلومات، والوقاية من خطر المخدرات باستخدام الإعلام والتعليم والدراسات والبحوث، وعلاج المدمنين وإعادة تأهيلهم ورعاية أسرهم.
وجاءت كل هذه المحاور لكي تحقق هذا التكامل والتوازن وتضع الخطط والبرامج وترسم السياسات التي تمكن من الاستخدام الأمثل لجميع الإمكانيات.
واستمراراً لهذه الجهود في تنمية الشعور الديني والوطني والاجتماعي لبناء موقف إيجابي يجعل كل مواطن ومقيم يعمل بصدق وجهد وأمانة لحماية نفسه وأهله وذويه وأصدقائه وجيرانه ومعارفه وزملائه من الوقوع في هوة الإدمان، فإن أجهزة المكافحة وتوجيهات ولاة الأمر في هذه البلاد تبذل أقصى جهودها في محاربة آفة المخدرات ونشر الوعي بين صفوف الشباب لتوعيتهم بأخطار هذه الآفة وتحذيرهم من مغبة الوقوع فيها؛ وبالتالي تعاون الجميع معاً للحدّ من انتشارها. وفق الله الجميع لحماية وطننا الحبيب أرض الحرمين الشريفين من خطر إدمان المخدرات... والله ولي التوفيق.

* مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved