* الكويت- رويترز:
في البداية جاءت رسالة تحمل تحذيراً صارماً لإحدى المرشحات (انسحبي وإلا...). وبعد ذلك مزق مجهولون لافتات الدعاية الخصاة بها وكتبوا عليها عبارات مهينة.
لكن عائشة الرشيد تتعهد بأن تواصل سعيها للفوز بمقعد في البرلمان في أول انتخابات عامة تجرى منذ أن منحت الحكومة الكويتية النساء حق الاقتراع في عام 2005م. وعائشة واحدة من بين 32 مرشحة يصنعن التاريخ بخوضهن الانتخابات الكويتية التي تجرى يوم 29 يونيو حزيران.
وهي واحدة من عدة مرشحات تلقين تهديدات أو تعرضت لافتاتهن للتشويه أثناء حملة لانتخاب 50 عضواً جديداً في مجلس الأمة الكويتي الذي كان كل أعضائه من الرجال والذي أصدر أمير الكويت مرسوماً بحله في الشهر الماضي.
وتقول الرشيد وهي صحفية وسيدة أعمال في الأربعينات إنها تتطلع للفوز بأحد مقعدي كيفان دائرتها الانتخابية.
قال حمد العنزي مدير حملات انتخابية: إنها حرب.. يريدون أن تنسحب عائشة من الانتخابات.. في إشارة إلى ما وصفه بأنها محاولة منسقة لتخريب جملتها.
وقالت مرشحتان أخريان على الأقل إنه جرى تشويه لافتات الدعاية الانتخابية الخاصة بهن.
ومن بين المرشحتين فاطمة العبدلي وهي إحدى مرشحتين تخوضان الانتخابات عن دائرة الشعب التي تسكنها أغلبية شيعية. وتقول إن المنافسين الذين يشعرون أنها تشكل تهديداً لهم قد يكونون وراء التشويه المتعمد للافتات الدعاية.
وقالت لرويترز إنها تملك أقوى سيرة ذاتية وبذلك فهي تشكل تهديداً على فرص الآخرين لكنها أضافت أنها لا تشعر بقلق.
وقالت نوال البخيت وهي مرشحة أخرى إن رجلاً زعم أنه ضابط شرطة اتصل بها وحاول دون جدوى إقناعها بأن تنسحب وهددها بتلفيق قضية لها إذا لم تفعل. ولا تشعر أي من المرشحات بأنها في حاجة إلى حماية الشرطة.
وفي شوارع ضاحية كيفان جرى تمزيق وجه عائشة الرشيد في الكثير من ملصقات الدعاية الانتخابية بينما مزقت ملصقات أخرى. ورسم المهاجمون شوارب ولحى على وجهها في ملصقات أخرى وكتبوا عبارات مهينة. وكتبوا على إحدى الملصقات (لا نريدك).
وقالت الرشيد إنه تم القبض على أربعة شبان وهم يشوهون لافتات الدعاية الخاصة بها وأنهم سيقدمون للمحاكمة.
وأضافت أن رجلاً أوصل خطاباً لمنزلها في إبريل نيسان الماضي يخبرها بأن من واجب المرأة أن تبقى في المنزل وألا تتشبه بالرجال بخوض الانتخابات. وقالت: (نصحتني (الرسالة) بأن أسحب ترشيحي وإلا). ويحاكم الرجل واعترف بأنه يحاول إثناء المرشحات عن خوض الانتخابات.
وأضافت: (هذه (الأساليب) تشبه ممارسات القاعدة). غير أنها تقول إنها لا تحتاج إلى حراس وتشعر أنها في أمان. وتقول في منشور انتخابي (أعتقد أنني قادرة على الدفاع عن نفسي).
وكان كل من وليد الطبطبائي وعادل الصرعاوي اللذين مثلا دائرة كيفان في البرلمان السابق من بين 24 نائباً إسلامياً وقبلياً محافظاً صوتوا في العام الماضي ضد منح المرأة حقوقاً سياسية.
وتخوض الرشيد الانتخابات مستقلة. وتواجه تحدياً هائلاً من الصرعاوي والطبطبائي يقول إنه يعارض فقط ترشيح النساء للمناصب العامة لكنه لا يعارض منحهن حق التصويت. وينتمي الرجلان لجماعات سياسية راسخة تجذب مؤتمراتهما الآلاف من المؤيدين من الرجال والنساء. لكن الرشيد تعتقد أنها ستحصل على تأييد من النساء. وقالت: (الكل يهرول لكسب أصوات النساء وتأييدهن لكن الكويتيات يقظات ولن يتأثرن). ومضت تقول من خيمة مكيفة الهواء هي بمثابة مقرها الانتخابي في كيفان (أنا مرشحة في الدائرة الصعبة لكني أشعر أن النساء في كيفان يؤيدنني). وأضافت: (يوجد أناس هنا يريدون أن تتغير الأوضاع. إنني متفائلة وسأتمكن من التنافس على مقعد من هذين المقعدين).
ويحق لنحو 340 ألف ناخب من بينهم 195 ألفاً أو 57 في المئة منهم نساء الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي تجرى يوم 29 يونيو. وقالت الرشيد إنها تعتقد أن الناخبات سيحدثن تغييرات كبيرة في المجلس.
|