Sunday 25th June,200612323العددالأحد 29 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"قضايا عربية في الصحافة العبرية"

موشيه إلعاد موشيه إلعاد
سيناريو الجدار الطيب في غزة

يجب أن يؤخذ في الحسبان سيناريو لبناني كهذا: ضخ أموال مكثف من إيران ومن دول الخليج، إلى جانب تهريب أسلحة متطورة إلى التنظيمات الإرهابية عن طريق سيناء وعن طريق البحر، سيضع أجهزة الأمن التابعة لأبومازن في موقف ضعيف.
توجد في قطاع غزة الآن ثلاث مجموعات فلسطينية متوازية، وتختلف إحداها عن الأخرى تماماً، رغم أنها توحي ظاهرياً بوحدة الصف والتقارب المصطنع.
الأولى مجموعة العصابات التي مثلها جمال أبوسمهدانة بشكل جلي قبل اغتياله.
وما يميز هذه المجموعة أنها لا تهتم بالمستقبل، وحملت لواء تنفيذ العمليات ضد إسرائيل على نمط سنوات الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. وكانت سياسة الأراضي المحروقة هي جوهر أيديولوجية هذه المجموعة.
هذه المجموعة تتغذى على الإرهاب وترى في ابن لادن الزرقاوي مثالاً يحتذى به، وكما هللت لصواريخ سكاد التي أطلقها صدام على تل أبيب، فإنها تصرخ فرحاً عند النجاح في إطلاق أي صاروخ قسام على سديروت.
إن مدى رؤية هذه المجموعة للمستقبل أقصر بكثير من مدى صواريخ القسام،
وإلى اليسار منها توجد حماس، وبحكم الضغوط التكتيكية للتهدئة المؤقتة ? تحولت رغماً عنها لتصبح تيار وسط.
المجموعة الثالثة هي الأغلبية الساحقة من السكان، وهي ممثلة على يد محمد دحلان.
دحلان، رجل فتح، هو إرهابي يرتدي ربطة عنق، وقد استطاع أن يتذوق مزايا دولة متحضرة كإسرائيل، وبفضلها فقط تحول من فقير إلى رجل أعمال ناجح.
وقد تحول دحلان، بتشجيع إسرائيل، إلى قائد اجتماعي واقتصادي ذي رؤية، فقد رسم خطة مثيرة لإصلاح قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل منه.
ولكن دحلان، مثل مجتمعه، يمر بصراع أخلاقي صعب، فمن ناحية يحاول الحفاظ على وحدة الصف والظهور كالبطل الذي يقول الكلمة الأخيرة الذي لا يخضع لإملاءات إسرائيل، ومن ناحية أخرى يعرف أنه لا يمكنه تحقيق أهدافه إلا بمساعدة إسرائيل فقط.
والسؤال هو ماذا يجب أن يحدث كي يبدأ أبومازن ودحلان التعاون الإستراتيجي والأمني مع إسرائيل؟
وإليكم بعض التطورات التي من الممكن أن تدفع نحو التحالف الجديد:
- أبعاد قضية البنادق: إن تحويل آلاف قطع السلاح بموافقة إسرائيل إلى الأجهزة الأمنية، يعتبر تجاوزاً للخطوط الحمراء بالنسبة للوحدة الوطنية.
مد اليد الفلسطينية إلى العدو الصهيوني في طلب لتلقي الأسلحة هو أمر لا يغتفر.
واتهام الرئيس عباس بالخيانة وإطلاق ألقاب جنرال محمود لحد (نسبة إلى أنطوان لحد) تضيف بعدا للسيناريو اللبناني.
- اغتيال إستراتيجي: حتى الآن اكتفوا في حماس وفي لجان المقاومة باغتيال أسماك صغيرة من فتح، قادة ميدانيين برتب صغيرة أو رجال أمن متوسطي.
اغتيال إستراتيجي لقائد بحجم دحلان أو أحمد حلس، أو قائد سياسي كالطيب عبدالرحيم، سيكون من ناحية فتح تحدياً سافراً لأبومازن.
- استمرار إسرائيل في عمليات الاغتيالات: لدى اغتيال أي قائد محلي أو مارة أبرياء، يأخذ الغضب بالتصاعد في الشارع الغزاوي.
ومن الممكن بسهولة أن تتطور مسيرات الاحتجاج إلى هجوم مسلح على منيعتبرونهم المتعاونين الجدد مع إسرائيل - القوى الأمنية والمدنية التابعة لفتح.
- حفلة الأموال: يتدفق تيار كبير من الأموال إلى قطاع غزة، وفتح ليست شريكة في الحفلة، بينما ينظر قادة الأجهزة الأمنية بنفاد صبر كيف يحصل هنية والزهار على عشرات ملايين الدولارات كمنح طوارئ من الدول العربية، في حين يكتفون هم بالمبالغ الصغيرة التي تبقت منذ أيام عرفات.
- طلاق أبومازن من حماس: يعلن الرئيس عن إقالة الحكومة، الأمر الذي سيؤدي إلى موجة من الهجوم الكلامي وحتى الجسدي على معسكره، وحينها يعلن أبومازن أن طريقهم ليست طريقنا ويقيم تحالفا سريا مع إسرائيل.
- موشيه إلعاد - ضابط متقاعد في الجيش الإسرائيلي شغل في السابق مناصب مهمة في المناطق الفلسطينية، ويعمل اليوم كباحث في مؤسسة شموئيل نئمان التابعة لمعهد الدراسات التطبيقية في إسرائيل التخنيون.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved