Sunday 25th June,200612323العددالأحد 29 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"قضايا عربية في الصحافة العبرية"

هدوء.. يضبطون النفس هدوء.. يضبطون النفس
بقلم: تانيا راينهارت

في الخطاب الإسرائيلي العام، تظهر إسرائيل دائماً على أنها الطرف الذي يضبط نفسه في مواجهة الفلسطينيين.
هكذا كان الحال أيضاً في أحداث الأسبوع الماضي: ففي حين كانت تسقط صواريخ القسام في سدروت، (تم تسريب أنباء) عن أن وزير الدفاع فرض على الجيش الالتزام بضبط النفس.
في أسبوع واحد من ضبط النفس، قتل الجيش الإسرائيلي عائلة فلسطينية خرجت تستجم على شاطئ بيت لاهيا في القطاع.
بعد ذلك قتل الجيش تسعة أفراد من أجل تدمير صاروخ كاتيوشا.
ولكن في خطاب ضبط النفس، الحادثة الأولى لا وجود لها، لأن الجيش أنكرها، وكانت الثانية عملاً ضرورياً للدفاع عن النفس، لأن إسرائيل، الموجودة في أوج هجوم صواريخ القسام، يجب أن تدافع عن مواطنيها.
في هذه القصة، الاكتفاء بقصف القطاع من الجو والبحر والبر، يعد نموذجاً للإنسانية وضبط النفس.
إذا ما هو مصدر هجوم صواريخ القسام؟
حماس منذ 17 شهراً تحافظ على هدنة أعلنت عنها ولا تشارك في إطلاق صواريخ القسام.
المنظمات الأخرى تنجح بشكل عام في إطلاق صواريخ قسام متفرقة فقط.
كيف وصلنا إلى هجوم بنحو 70 صاروخ قسام في ثلاثة أيام؟
الجيش يملك تراثا طويلا من (استدعاء) وابل صواريخ القسام.
في إبريل من العام الماضي قال شارون في لقاء ببوش: عباس ليس ثقة وليس شريكا في التفاوض.
الجيش من جانبه اهتم بإعطاء الخلفية المناسبة.
عشية الزيارة، في التاسع من إبريل، قتل الجيش الإسرائيلي على حدود رفح ثلاثة شباب، لعبوا بحسب مصادر فلسطينية كرة القدم هناك. وقد أدى ذلك إلى تأجيج الغضب في القطاع الذي حافظ حتى ذلك الحين على هدوء نسبي.
ردت حماس على غضب الشارع وأجازت لأفرادها المشاركة في إطلاق صواريخ القسام.
في اليومين اللذين تليا ذلك أُطلق نحو 80 صاروخ قسام، إلى أن أعادت حماس الهدوء كما كان.
وهكذا حصل العالم على تجسيد تام لعدم الثقة بعباس.
في بداية الأسبوع الماضي قام أولمرت برحلة إقناع إلى أوروبا، ليقول إن إسرائيل لا تملك شريكا الآن في ظل تولي حماس الحكم في السلطة.
لا تحتاج الولايات المتحدة إلى إقناع الآن، ولكن في أوروبا، توجد تحفظات كثيرة من الإجراءات أحادية الجانب.
وقد بدأ الجيش الإسرائيلي يُعد الخلفية يوم الخميس الماضي (8-6)، عندما اغتال أبوسمهدانة، الذي عينته حكومة حماس قائدا لقوات أمن وزارة الداخلية.
كان من الواضح تماما أن هذا الأمر قد يفضي إلى هجوم بصواريخ القسام على سدروت، ومع كل ذلك واصل الجيش في الغد قصف شاطئ غزة، ونجح في التأجيج المطلوب، إلى أن أمرت حماس رجالها بالكف عن إطلاق النار كما حدث في المرة السابقة (في 14-6).
في هذه المرة، شُوش عرض الجيش قليلا.
نجحت صورة البنت هدى غالية في اختراق سور تجاهل الغرب للمعاناة الفلسطينية.
حتى لو كانت إسرائيل ما زالت تملك ما يكفي من القوة لإرغام كوفي عنان على الاعتذار لأنه شكك في مصداقية الإنكار الإسرائيلي، فإن رسالة أن حماس هي الجانب العدواني في المواجهة لم تنجح هذه المرة.
لكن الجيش لن يتخلى وسيواصل خلق تسويغ إسقاط حكومة حماس بالقوة، اعتماداً على سدروت. ورغم أنه لا يمكن المقارنة بين معاناة سكان سدروت، ومعاناة سكان بيت حانون وبيت لاهيا، الذين سقطت عليهم خمسة آلاف قذيفة في الشهر الأخير فقط، فإن قلبي يدمي لسكان سدروت الذين حُكم عليهم أن يعيشوا هكذا، لأن معاناتهم في نظر الجيش ضرورية لكي يفهم العالم أننا الطرف الذي يضبط نفسه في الحرب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved