Sunday 25th June,200612323العددالأحد 29 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"مقـالات"

هذولا احنا (السعوديين)..؟!! هذولا احنا (السعوديين)..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي

* في أسبوع واحد؛ حلقت نجوم السعد في سماء الوطن الوعد؛ وهي تواكب ملك الفرحة والبهجة والسرور؛ الملك المظفر (عبدالله بن عبدالعزيز)؛ حفظه الله ونصره، حلقت ما بين خليج اللؤلؤ في الشرق؛ وبحر المرجان في الغرب؛ وما بين منابت السَّنْح في الشمال؛ ووكور الصقور في الجنوب.
* تتبعت بكل سرور وحبور وغبطة؛ مسيرة قطار الفرح السعودي الجديد؛ الذي ربط بين أكثر من منطقة ومدينة وقرية في ربوع البلاد؛ في أسبوع واحد؛ من الدمام؛ إلى القطيف فالأحساء؛ وإلى حائل والقصيم؛ ثم إلى المدينة المنورة. وغداً يحل بمشيئة الله؛ في الطائف المأنوس؛ ثم في الباحة وعسير وجازان وتبوك والجوف؛ فالحدود الشمالية.
* إنها مشاهد وطنية فرحة وصادقة؛ تنقلها تلفزتنا السعودية المتطورة ساعة بساعة؛ بل دقيقة بدقيقة، فتضعنا جميعاً في قلب الحدث؛ وفي زمانه ومكانه؛ رغم بعد المسافات بين منطقة وأخرى .
* لا أدري كيف خطفتني القصيم في ليلة عرسها وأنسها، فتسمرت أمام التلفزة من بداية حفلها حتى نهايته؛ وعيني على كل فقرة وكلمة وحركة؛ دون بقية الحفلات في المناطق.. لكني أقول بحق: إن ما شاهدناه في حفلات كافة المناطق عامة؛ وفي حفل منطقة القصيم خاصة؛ يترجم بكل حق وصدق؛ حقيقة الشعب السعودي الأبي؛ الذي يسير جنباً إلى جنب؛ مع قيادته المحققة لآماله؛ داعماً ومعززاً؛ كل خطوة تخطوها إلى الأمام.
* رأيت في حفل القصيم المتلفز؛ سعوديين مبدعين في كل شيء. مبدعين في كلماتهم النثرية؛ وفي قصائدهم الشعرية، وفي عروضهم الفنية والشعبية، وفي أهازيجهم وغنائياتهم؛ وفي موسيقاهم ورقصاتهم، وفي حضورهم الذي ملأ الساحة الكبيرة، وكأنه بذلك يرد على أرباب التزمت والغلو والتطرف؛ من أولئك النفر القليل العدد؛ الذين صوروا بلادهم كلها؛ والقصيم على وجه الخصوص؛ زوراً وبهتاناً؛ بغير ما هي عليه، من علم ووعي وانفتاح وتطور، ومن كفاءات فوق وصف الواصفين.
* رأيت في حفل أهالي القصيم؛ وفي حفلات الدمام والقطيف والأحساء وحائل والمدينة؛ قدرات وكفاءات سعودية مشرفة في شتى الميادين؛ فالشباب السعودي - يا سيدات ويا سادة - ليس عالة على أحد كما يظن البعض - وبعض الظن إثم - فهو مثل غيره في كل البلدان؛ يملك مواهب فذة، ولديه من العزيمة وروح العمل؛ ما يعزز به مكانة وطنه ومواطنيه.
* سألت نفسي وأنا أتابع حفل منطقة القصيم؛ أين كانت هذه القدرات الشعرية؛ والطاقات المبدعة؛ من قبل يا ترى؟
* وأين كانت هذه الكفاءات الفنية العالية في كتابة النصوص الغنائية، والإخراج المسرحي والسينمائي؛ الذي برز في الأوبريت الغنائي؟
* وأين كانت هذه الذائقة الفنية الراقية؛ في الأهازيج الوطنية؛ وفي تشكيل اللوحات الفنية والشعبية؛ والمخرجة بعناية؟
* كفاءات وطاقات ومواهب سعودية؛ ظلت سنوات وسنوات؛ وهي معطلة. كامنة خاملة؛ تنتظر فرصتها المناسبة للبروز والتعبير عن نفسها؛ وها هي الفرص اليوم يتلو بعضها بعضاً؛ في عهد الخير والرخاء، والتطلع إلى الأمام وليس إلى الخلف.
* الطاقات السعودية الكامنة؛ نراها اليوم تظهر وتبرز؛ فتعبر عن نفسها بكل صدق وشفافية؛ نراها على سبيل المثال؛ عبر قناة (الإخبارية)؛ التي سبقت عمرها، وفاقت غيرها؛ من خلال ما تعرضه من برامج حوارية جريئة متنوعة، وتقارير إعلامية ذكية، وذلك الدور البارز اللافت؛ الذي تضطلع به الفتاة السعودية في هذه القناة؛ ضيفة على القناة؛ أو معدة ومقدمة ومخرجة.
* وهي طاقات مفرحة؛ نراها في مجالات وميادين إبداعية كثيرة؛ لسعوديين وسعوديات أصبحوا من المشاهير في تخصصاتهم؛ سواء داخل الوطن أو خارجه، من خلال القصة والرواية والشعر؛ أو العمود الصحافي، والتمثيل، والإخراج المسرحي والسينمائي؛ أو الفن الموسيقي والتشكيلي والفوتغرافي؛ أو الاختراع العلمي، والإنجاز العملي.
* إنها طاقات سعودية وطنية؛ بدأت تتفجر عطاء غير منقوص؛ في شتى مجالاتها العلمية والفنية والإبداعية والثقافية وغيرها؛ نراها ونعيشها، ثم نردد في سرور وحبور: (هذولا احنا السعوديين)..!
* نعم.. (هذولا احنا السعوديين)؛ الذين عناهم ملكهم المصلح؛ الملك (عبدالله بن عبدالعزيز) حينما قال في حفل أهالي القصيم: (الجميع مخلصون إن شاء الله، لا نشك في عقيدة أحد أو وطنيته).
* نعم.. (هذولا احنا السعوديين)؛ الذين رددوا مع مليكهم المصلح (عبد الله بن عبد العزيز)؛ ليلة حفل أهالي القصيم قوله البليغ: (إنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحاء؛ أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية؛ بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات لم ينزل الله بها من سلطان، فهذا علماني، وهذا ليبرالي، وهذا منافق، وهذا إسلامي متطرف، وغيرها من التسميات).
* لسنا نحن السعوديين؛ الذين نملك هذه الطاقات الوطنية العظيمة؛ والكفاءات والقدرات التي لا نظير لها؛ ثم نحثو عليها التراب؛ ونطويها بسلاح التصنيف والتفريز والتخوين والازدراء والإقصاء؛ أو نزويها بعصا التكفير والتجريم؛ ثم نتطلع بأسى وحسرة؛ إلى طاقات الشعوب من حولنا؛ وهي تتفجر أنهاراً وعطاءً ونماء لا حدود له..!
* لسنا نحن السعوديين الذين لا يعرفون إمكانياتهم وقدراتهم؛ أو يستسلمون لغلو المغالين؛ وتطرف المتطرفين، أو يرهنون مستقبلهم لماوضوية المقيدين والمكبلين والمنكلين..!
* نعم.. (هذولا احنا السعوديين)؛ الذين رأيناهم في حفلات المناطق؛ ومنها حفل أهالي القصيم، متعاضدين متحابين؛ غير متكارهين ولا متنابزين؛ ولا يصنف أو يفرز أو يكفر بعضهم بعضاً.
* هذه رسالة (عبدالله بن عبدالعزيز)؛ إلى كل شعبه في وطنه العظيم؛ رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً؛ في كافة مناطقهم، وعلى كافة مذاهبهم وأطيافهم، فهل بقي منهم من لم يستلم الرسالة..؟!
إلى لقاء قريب..
* أحييكم وأودعكم؛ على أن نلتقي بعد انقضاء عطلة الصيف. فإلى لقاء قريب إن شاء الله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved