بالرغم من أننا بحاجة ماسة إلى المشاركة في السيل الداهم من التطورات العلمية في مرحلة.. والقفز طموحاً والابتكار في مرحلة أخرى.. إلا أننا في أشد الحاجة لأن نركز المشاركة على أسس روحية تكبح جماح أي محاولة تقصر تطلعاتنا إلى المقتنيات المادية والرفاة المجرد.
فكما يقال ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، والمال والبنون وإن كانا من زينة الحياة الدنيا، وما يندرج تحتهما وحولهما من متع ومزايا وزينة.
إلا أن كل ذلك لا ينبغي أن يشكل هدفاً نهائياً للحياة.. في أمة لها مثل وقيم في الحياة البشرية تخالف فكرة حضارة البطن الاستهلاكية.
وقادة الغرب أنفسهم يحذرون ويدقون أجراس الخطر في مواجهة الإغراق والاستغراق لعبودية الدرهم والدينار.
يقول قائلهم: (إننا لن نحقق أي تقدم إذا ما استهلكت روح الابتكار والإبداع لدى شبابنا في السعي الأناني المجرد للحصول على الكسب المالي والوضع الاجتماعي).
وقد كتب نيتشه قائلاً: (إنه يتنبأ باليوم الذي تنتصر فيه القيم العلمانية العقلية فيؤدي ذلك إلى مصرع الحضارة) وقد حذر مما سماه: (بالرجل الأخير.. وهو مخلوق استحوذ عليه الأمن والرفاهية تماماً.. وعجز عن الاهتمام بأي قضية سامية).
إن معنى الحياة لا يمكن أن يوجد في المادة المجردة، وإن أحلام الإصلاح تبقى مجرد أحلام إذا لم تكن مقرونة بالفعل، وإن مستقبل أي أمة مرهون بالعقيدة الإيمانية الحية في الصدور.
وبالله التوفيق.
|