عانى مدرب منتخب ألمانيا يورجن كلينسمان كثيراً منذ تسلمه مهام عمله قبل عامين تقريباً من الانتقادات الإعلامية والجماهيرية، وحتى من الأطراف شبه الرسمية كباكنباور؛ فالكثير لم يكن مقتنعاً بأفكار وخطط المدرب، ولا ببعض الأسماء التي اختارها، ومع ذلك مضى كلينسمان في عمله. وعند انطلاقة المونديال لم يكن يحظى بقناعة أكثر من 13% فقط من الشعب الألماني بحسب الاستفتاءات الرسمية المنشورة في وسائل الإعلام. وكشفت تلك الاستفتاءات أن المنتقدين لم يكونوا على رأي واحد؛ فكل له رأي وموقف مختلف.
وتكاد هذه الحالة تتشابه مع مدرب منتخبنا باكيتا الذي كثر منتقدوه حول أسلوبه وطريقته واختياراته، ولكن هل يعني الانتقاد أن يستجيب المدرب لأولئك المنتقدين؟ بالتأكيد لا؛ فالمدرب عندما اختير لهذه المهمة أصبح بذلك صاحب القرار الأول والرأي الأول، وهو المسؤول عما يحدث من نجاح أو إخفاق. وعندما يستجيب للانتقادات، ويحاول إرضاء هذا، والأخذ برأي ذاك، فإنه سيدخل المونديال دون أن يقطع خطوة واحدة في الاستعداد والتجهيز؛ فهو كلما قطع خطوة عاد إلى الوراء مستجيباً لرأي ناقد. وأي ناقد سيأخذ رأيه؛ فهناك الآلاف من الآراء المختلفة والمتضاربة التي يزعم كل واحد من أصحابها أنه هو صاحب الرأي الصحيح والسديد، وأن عدم الأخذ برأيه معناه السقوط والفشل. وعندما تحدث خسارة أو هزة ينتهز هذه الفرصة ليقول: أرأيتم أن رأيي كان صحيحاً؟
أحد مدربي منتخب البرازيل قال يوماً ما إن في بلاده أكثر من مائة مليون مدرب، ويقصد بذلك عدد الشعب البرازيلي الذي يعتقد كل واحد منهم أنه مدرب. وأعتقد أننا لا نختلف هنا في المملكة عن البرازيليين في هذا الاعتقاد، ولا حتى عن الألمان الذين لم يمنحوا مدرب منتخب بلادهم سوى 13% من ثقتهم؛ فالجماهير في كل بلاد العالم لها آراء مختلفة ومتضاربة، وكل يعتقد أن رأيه هو الصحيح.
عبد العزيز الهدلق - ألمانيا |