Saturday 10th June,200612308العددالسبت 14 ,جمادى الاولى 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

هؤلاء يكتبهم التاريخ ولا يكتبون التاريخ هؤلاء يكتبهم التاريخ ولا يكتبون التاريخ

سعادة رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) - حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آمل نشر هذا التعقيب.. مع شكري وتقديري..
قرأت ما كتبه بعض الإخوة الكرام في هذه الصفحة حول معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري.. وما طالبوا به بوضع جائزة باسمه.. وأقول: قليلون هم أولئك الرجال الذين يبقون في ذاكرة الزمان.. وفي ذاكرة الأجيال.. وفي وعاء التاريخ.. نادرون هم أولئك الأفذاذ الذين تُسطر سيرتهم بمداد من نور.. وكلماتهم برذاذ من المسك والعطر.. هؤلاء هم الذين يكتبهم التاريخ ولا يكتبون التاريخ.. هؤلاء هم صناع التاريخ.. كما هم صناع القرار.. هؤلاء نادرون كندرة الكبريت الأحمر.. وهؤلاء هم الذين يجمع الناس على حبهم وتقديرهم.. والناس هم شهود الله في أرضه.. إن طيب المعشر وخدمة الآخرين ومودتهم أثمن من المال.. وأثمن من الضياع.. والأراضي.. إن الكلمة الطيبة والأخلاق الحسنة توازي أطنان الذهب..
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليُسعد النطق إن لم تُسعد الحالُ
هذا عبدالعزيز التويجري.. هذا الرجل المتجذِّر في صحراء هذا الوطن.. المطبوع في مدنه وقراه.. هذا الرجل الفذ الذي تنسَّم (شميم عرار نجد).. فعرف سحر الصحراء وسحر الخزامى.. هذا العلم الذي عرفته رمال الدهناء.. وكثبان الربع الخالي.. وجال في وهاد طويق.. ورياض المجمعة..
عرف البوادي والقفار.. والسهول والديار.. رجل يبدو كنخلة شامخة معطاء تتوارى خلف السراب وكثبان الرمال في صحاري تعبق بنسيم الصحراء المخلوط بريح الخزامى.
كنا نحسب أن الصحراء والمدينة لا يلتقيان..
ولكنه علَّمَنا كيف تعتق المدينة الصحراء..
وعلَّمنا كيف أن أضواء المدينة تكسر وحشة الصحراء..
إنه رجل جمع بين كثبان الصحراء وأضواء المدينة..
إنَّه أديبٌ في الصحراء.. إداريٌّ في المدينة..
وهو الذي علَّمَنا أن الأدب لا يتعارض مع علم الإدارة..
وأن الإدارة لا تأتي من بطون الكتب.. ومن النظريات..
وأنها يجوز أن تأتي من كثبان الرمال.. ومن الحرمان..
وأن القصة والرواية تأتي من أعماق البوادي.. ومن الشطآن.
هو الذي علَّمنا كيف نتنفس التاريخ.. حلو الصور..
هو الذي علمنا.. كيف نعشق ضوء القمر..
وأن نحيل شعاعه النفسي.. إلى قصة وعبر..
ومن خلال قلمه الرقراق.. عرفنا كيف نتنفس عطر الخزامى في التلال وفوق كثبان الرمال..
وعرفنا كيف نستنشق فيح القيصوم والعرعر فوق جبال طويق..
وكيف نعشق خضرة الربيع وزهره فوق نفود الثويرات..
وكيف نستمتع بحمرة كثبان الدهناء وطعوسها..
وعرفنا كيف يهتف الصبح لسراة الليل..
وكيف تتحول قافلتهم في الصحراء إلى سيرة وتاريخ..
من خلال قلم هذا الشيخ الأديب..
عرفنا كيف يكون الشعر والأدب
شلالاً يتدفق بين كثبان الرمال.. في أعماق الصحاري..
وكيف تعيش عليه الزهور والرياحين..
وكيف تكون (الرواية) نخلة سامقة شامخة في صحراء قاحلة فتعطينا رُطباً جنيَّاً.. وتمراً ذهبيَّاً..
إن (مذكرات) مثل هذا الرجل الذي نقش الصخر بأظافره وطبع أثره على رمال الصحراء وفوق رمال الدهناء.. عرف باديتها.. وعايش حرها وقرها وربيعها وصيفها.. وعاش في المدينة وطرقها ورأى أضواءها هو رجل عرفته الإدارة ولم يعرفها.. بنى الإدارة ولم تبنه.. رجل بنى إدارة الصحراء والمدينة معاً.. ولم يتلقَ النظريات الغربية في الإدارة.
هو رجل له أسلوبه الإداري الخاص والفريد.. إنَّ لدى هذا الرجل وأبنائه ومنهم معالي الشيخ خالد التويجري أملاً ورجاءً منا بأنْ نرى مذكرات هذا الرجل الإداري الفذ على أرفف المكتبات يتسابق الناس إليها قبل مذكرات رجالات الغرب.

م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved