حينما يكون الحديث عن التحضُّر والوعي وتنامي الحس الإبداعي، فلا بد أن يعتلي قائمة العناصر جودة ونوعية الطرق للدول.. ومن هذا المنطلق فإنه يحق لنا أن نفاخر بتحضُّرنا، وذلك ما تعكسه صورة وملامح شبكات الطرق العملاقة والضخمة في المملكة، التي تربط أطراف المملكة ببعضها البعض.. وليس فقط ربط الشمال بالجنوب أو الشرق بالغرب، وإنما ربط بأعلى مواصفات السلامة والجودة في تنفيذ مواصفات الطرق.. وهذه شهادة حق وعرفان تُجيَّر للقائمين على الطرق.. ومع هذه الجودة بدأ التّحول التدريجي من استخدام الطائرة وسيلة للسفر إلى استخدام السيارة بديلاً أمثل للترحال الأرضي والاستمتاع بمدن وقرى المملكة.. ولا شك في أن تلك الشبكة العملاقة من الطرق شجَّعت الكثير من مواطني الدول المجاورة على تكرار الزيارات للمملكة للاستمتاع ببرامجها الصيفية، وكذلك استهداف زيارة الحرمين الشريفين.. ولأننا دائماً نفاخر بتحضُّرنا، فلا بد أن نتمثَّل بهذه الخصلة، ومثل ما كانت شبكات الطرق العملاقة أحد عناصر شهادة التميُّز، فإنها قد تحمل في جنباتها ملامح الرجوع للوراء والانخفاض الثقافي إذا تركت تلك المشاريع دون لمسات تكحيل أو تلميع.
ومن هذه المنغصات وجود الكثير من الجسور والأنفاق، وكذلك الحواجز الخرسانية الجانبية، أو داخل الجزر الوسطية، وهي تنطمس معالم جودتها بأيدي العابثين، وذلك حينما يُلاحظ عليها الكثير من الكتابات الهابطة والملوِّثة للجمال وغير ذلك مما يضيِّع جهود الوزارة في توسعة مشاريع الطرق.
معالي الوزير: آمل بحسك الشفاف الذي عهدناه أن يكون لطمس الكتابات من على الجسور والحواجز الخرسانية جانب هام ضمن أعمال برامج الصيانة، وهي لمسة بسيطة أحسب أن نتائجها سوف تكون - بإذن الله - هادفة ولن يدركها إلا من تعوَّد على الترحال الدائم عن طريق البر.. ساعتها سوف لن ينسى أن المملكة تميَّزت بطرق تخلو من الكتابات على الجسور والحواجز الخرسانية.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
|